أكذلك؟ قال: نعم. قال: دعني إذا أوصي إلى بعض القوم. قال: أوص إلى من أحببت. فنظر ابن عقيل إلى القوم وهم جلساء ابن زياد وفيهم عمر بن سعد فقال يا عمر إن بيني وبينك قربة دون هؤلاء ولي إليك حاجة وقد يجب عليك لقرابتي نجح حاجتي وهي سر فأبى ان يمكنه من ذكرها فقال له عبيد الله بن زياد. لا تمتنع من أن تنظر في حاجة ابن عمك فقام معه وجلس حيث ينظر إليهما ابن زياد - لعنه الله - فقال له ابن عقيل. إن علي بالكوفة دينا استدنته مذ قدمتها تقضيه عني حتى يأتيك من غلتي بالمدينة، وجثتي فاطلبها من ابن زياد فوارها، وابعث إلى الحسين من يرده. فقال عمر لابن زياد. أتدري ما قال: قال. اكتم ما قال لك قال أتدري ما قال لي؟ قال. هات فإنه لا يخون الأمين، ولا يؤتمن الخائن. قال. كذا وكذا قال اما مالك فهو لك ولسنا نمنعك منه فاصنع فيه ما أحببت. واما حسين فإنه إن لم يردنا لم نرده وإن أرادنا لم نكف عنه. واما جثته فانا لا نشفعك فيها فإنه ليس لذلك منا بأهل وقد خالفنا وحرص على هلاكنا.
ثم قال ابن زياد لمسلم: قتلني الله إن لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد من الناس في الإسلام قال: اما إنك أحق من احدث في الإسلام ما ليس فيه اما إنك لم تدع سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السيرة ولؤم الغيلة لمن هو أحق به منك.
ثم قال ابن زياد: اصعدوا به فوق القصر فاضربوا عنقه.
ثم قال: ادعوا الذي ضربه ابن عقيل على رأسه وعاتقه بالسيف فجاءه فقال.
اصعد وكن أنت الذي تضرب عنقه، وهو بكير بن حمران الأحمري - لعنه الله - فصعدوا به وهو يستغفر الله ويصلي على النبي محمد صلى الله عليه وآله وعلى أنبيائه ورسله وملائكته - وهو يقول: اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وكادونا وخذلونا.
ثم أشرفوا به على موضع الحذائين فضرب عنقه ثم اتبع رأسه جسده - صلى الله عليه ورحمه -.