يزل معه حتى انقضى أمره وقتل، فاستخفى عبد الله بن عمر ثم طلب فوجد فأتى به أبو جعفر فأمر بحبسه فحبس في المطبق سنين، ثم دعا به فقال: ألم أفضلك وأكرمك، ثم تخرج علي مع الكذاب؟ فقال: يا أمير المؤمنين، وقعنا في أمر لم نعرف له وجها والفتنة كانت شاملة، فان رأى أمير المؤمنين ان يعفو ويصفح ويحفظ في عمر بن الخطاب فليفعل.
قال: فتركه وخلى سبيله.
قال: وكان عبد الله يكنى أبا القاسم فتركها وتكنى أبا عبد الرحمن وقال:
لا أتكنى بكنية رسول الله صلى الله عليه وآله، إعظاما لها.
قال الواقدي: فكان عبد الله بن عمر كثير الحديث، وروى عن نافع روايات كثيرة، وعمر عمرا طويلا. حتى لقته الاحداث. ومات في خلافة هارون سنة إحدى أو اثنتين وسبعين ومائة.
حدثنا علي بن العباس، قال حدثنا بكار بن أحمد قال: حدثنا الحسن بن الحسين، قال: حدثنا عبد الله بن الزبير الأسدي وكان في صحابة محمد بن عبد الله قال: رأيت محمد بن عبد الله عليه سيف محلى يوم خرج، فقلت له: أتلبس سيفا محلى؟ فقال أي بأس بذلك، قد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يلبسون السيوف المحلاة.
عبد الله بن الزبير هذا أبو أحمد الزبير المحدث، وهو أيضا من وجوه محدثي الشيعة، روى عنه عباد بن يعقوب ونظراؤه ومن هو أكبر منه.
أخبرني محمد بن خلف بن وكيع: قال: حدثنا إسماعيل بن مجمع، عن الواقدي قال: خرج عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة مع محمد بن عبد الله بن الحسن وكان من ثقات أصحاب محمد وكان يعلم علمه في تواريه وان إذا دخل المدينة مستخفيا فجاءه فنزل في داره فكان أبو جعفر يدخل على الامراء يسمع كلامهم، ويعرف أمورهم سائر نهاره يروح إليه فيخبره بذلك.