حدثنا عبيد الله بن يوسف الجبيري قال: سمعت محمد بن يحيى بن سعيد القطان يقول سمعت أبي يقول: خرج عبيد الله بن عمر، وهشام بن عروة ومحمد بن عجلان مع محمد بن عبد الله بن الحسن. قال عبد الرحمن بن يوسف: وبلغني عن مسدد انه حكى مثل هذه الحكاية في مخرجهم معه.
حدثني أحمد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن الحسن قال: حدثني أبو عبد الحميد الليثي عن أبيه قال: كان ابن فضالة النحوي يخبر قال: اجتمع واصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد في بيت عثمان بن عبد الرحمن المخزومي من أهل البصرة، فتذاكروا الجور فقال عمرو بن عبيد: فمن يقول بهذا الامر ممن يستوجبه وهو له أهل؟
فقال واصل: يقوم به والله من أصبح خير هذه الأمة، محمد بن عبد الله بن الحسن.
فقال عمرو بن عبيد: ما أرى ان نبايع ولا نقوم إلا مع من اختبرناه، وعرفنا سيرته.
فقال له واصل: والله لو لم يكن في محمد بن عبد الله امر يدل على فضله إلا أن أباه عبد الله بن الحسن، في سنه، وفضله وموضعه قد رآه لهذا الامر أهلا، وقدمه فيه على نفسه - لكان لذلك يستحق ما نراه له، فكيف بحال محمد في نفسه وفضله؟
قال يحيى: وسمعت أبا عبيد الله بن حمزة يحدث قال: خرج جماعة من أهل البصرة من المعتزلة منهم واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وغيرهما حتى اتوا سويقة فسألوا عبد الله بن الحسن ان يخرج لهم ابنه محمد حتى يكلموه فطلب لهم عبدا لله فسطاطا واجتمع هو ومن شاوره من ثقاته ان يخرج إليهم إبراهيم بن عبد الله. فأخرج إليهم إبراهيم، وعليه ريطتان، ومعه عكازة، حتى أوقفه عليهم، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر محمد بن عبد الله وحاله، ودعاهم إلى بيعته، وعذرهم في التأخر عنه فقالوا اللهم إنا نرضى برجل هذا رسوله فبايعوه وانصرفوا إلى البصرة.