من المصيصة وطرطوس، والمصيصة بكسر الصاد المخففة بلد بالشام. وفي الصحاح سيحان نهر بالشام وفي القاموس على ما نقل عنه: سيحان نهر بالشام وآخر بالبصرة، ويقال له ساحين وسيحان نهر بما وراء النهر ونهر بالهند. وفي المغرب سيحان فعلان نهر معروف بالروم وسيحون نهر الترك.
وفي صحيح مسلم في باب صفة الجنة عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال «سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة» قال عياض: الأنهار الأربعة أكبر أنهار الإسلام فالنيل بمصر والفرات بالعراق.
سيحان وجيحان - ويقال سيحون وجيحون - هما بخراسان وما وراها، قال المازري: في كلامه إنكار من وجوه، منها قوله الفرات بالعراق ليس هذا بالعراق وانما هو فاصل بين العراق والجزيرة، ومنها أن قوله ويقال سيحون وجيحون يقتضى أن هذه الأسماء مترادفة وليس كذلك فإن سيحان غير سيحون وجيحان غير جيحون باتفاق ومنها قوله إنهما بخراسان وليس كذلك فإن سيحان وجيحان ببلاد الأردن بقرب الشام فسيحان نهر اردنة وجيحان نهر المصيصة، واتفقوا على أن جيحون بالواو و راء خراسان عند بلخا ثم قال عياض: قوله كل من أنهار الجنة، يحتمل أنها من الجنة حقيقة ويدل عليه حديث الأسرى فإنه رآها يخرج تحت سدرة المنتهى ويحتمل أنها كناية عن أن الإيمان يعم بلادها وأن الأجسام المتغذية بمائها تصير إلى الجنة، وقال المازري: والأظهر أنها على ظاهرها في أنها من الجنة والجنة مخلوقة عند أهل السنة.
قوله (وهو نهر الشاش) نقل عن القاموس: أن الشاش بلد بما وراء النهر (1) وموضع بأرض بابل فيها قبر ذي الكفل.
قوله (ونيل مصر) في المغرب النيل نهر مصر، وبالكوفة نهر يقال له: النيل.
قوله (ودجلة) في المغرب دجلة بغير تعريف نهر بغداد وإنما سميت بذلك لأنها تدجل أرض أي تغطيها بالماء إذا فاضت.
قوله (والفرات) في المغرب الفرات نهر في الكوفة.
قوله (فما سقت أو استقت فهو لنا) أي فما سقته تلك الأنهار بالإضافة من الزروع وغيرها أو استقت بالدولاب وحفر البئر فهو لنا، ونسبة الاستقاء إلى تلك الأنهار مجاز لأن الاستقاء في الحقيقة فعل لمن يخرج الماء منها بالحفر والدولاب، يقال: استقيت من البئر أي أخرجت الماء منها،