وبالجملة يعتبر في الاستقاء ما لا يعتبر في السقي من المبالغة في الكسب والاعتمال.
قوله (إلا ما غصب عليه) الغصب: أخذ مال الغير ظلما وعدوانا وفعله من باب «ضرب» تقول غصبه منه وغصبه عليه بمعنى، وضمير المجرور في «عليه» هنا راجع إلى الموصول بتضمين معنى الاستيلاء أو التسلط، والظاهر أن الاستثناء منقطع إلا أن يراد بالشيء النصيب مطلقا أعم من أن يكون حقا أو باطلا.
قوله (بين ذه إلى ذه) ذه للإشارة إلى المؤنث الواحدة وأصلها ذي قلبت الياء هاء.
قوله (ثم تلا هذه الآية (قل هي للذين آمنوا)) أي قل يا محمد: الزينة والطيبات التي أوجدها الله تعالى للذين آمنوا ظاهرا وباطنا في الحياة الدنيا وهم الأوصياء وشيعتهم المغصوبون عليها وليس لغيرهم فيها حظ وتصرف إلا أن يغصبوا عليها ويتصرفوا فيها ظلما وعدوانا والحال أنها خالصة لهم يوم القيامة بلا غصب ولا مشاركة لغيرهم لأن قوة الأغيار داحضة يوم القيامة وغلبة الكفار ساقطة فيه، وقوله «خالصة» بالنصب على الحال من فاعل الظرف وهو «الذين» عند أكثر القراء وبالرفع على أنها خبر بعد خبر عند نافع، وقوله «في الحياة الدنيا» ظرف للنسبة بين المبتدأ والخبر أو متعلق بآمنوا على احتمال بعيد.
* الأصل:
6 - علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن الريان قال: كتبت إلى العسكري (عليه السلام): جعلت فداك روي لنا أن ليس لرسول الله (صلى الله عليه وآله) من الدنيا إلا الخمس: فجاء الجواب: أن الدنيا وما عليها لرسول الله (صلى الله عليه وآله).
* الشرح:
قوله (روى لنا أن ليس لرسول الله (صلى الله عليه وآله) من الدنيا إلا الخمس) هذا الحصر باطل أما أولا فلأن الدنيا كلها له (صلى الله عليه وآله) وما كان منها في أيدي الكفار كان بطريق الغصب، وأما ثانيا فلأن الأنفال له بنص القرآن وهي غير الخمس نعم لو أريد بالدنيا الأرض المفتوحة عنوة صح الحصر ولكن لم يرو ذلك.
* الأصل:
7 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد رفعه، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خلق الله آدم وأقطعه الدنيا قطيعة، فما كان لآدم (عليه السلام) فلرسول الله (صلى الله عليه وآله) وما كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فهو للأئمة من آل محمد (عليهم السلام).
* الشرح:
قوله (خلق الله آدم وأقطعه الدنيا) قد جرت الحكمة على أن يكون الدنيا لأوليائه ليستعينوا بها