شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٣٨٧
كثرة ثوابه وعظمة جزائه بحيث لا يعلم قدره إلا الله جل شأنه ويؤيده في الخبر: درهم يوصل به الإمام أعظم وزنا من أحد، ويمكن أن يكون التفاوت في الوزن باعتبار التفاوت في أحوال المعطي والآخذ من خلوص النية والتقرب وكمال الاحتياج والفاقة والورع وغير ذلك من المرجحات.
قوله (ثم قال إن الله تعالى يقول في كتابه) استشهاد لما سبق من أن الله تعالى يزيد في إحسان المحسن. و «من» فيمن ذا الذي مبتدأ وذا خبره والذي صفة ذا أو بدله وقرضا مفعول مطلق بمعنى إقراضا ويحتمل أن يراد به ما يعطى من المال ليقضاه وحسنا صفته أو حال عن فاعل يقرض بمعنى مقرضا محسنا والمراد بحسنه خلوصه عن غير وجه الله ووقوعه مع طيب النفس من غير من ولا أذى وغير ذلك من موجبات النقص. وأضعافا بمعنى أمثالا لا يقدرها إلا الله سبحانه حتى يكون لواحد عشرة وسبعمائة ويزيد الله لمن يشاء.
وقد رغب الله سبحانه في إقراضه أولا بأنه يقضيه بأمثال كثيرة والكريم إذا وعد بالكثرة وفى بأعظم أفرادها ولا تجارة أنفع من ذلك، وثانيا بأنه تعالى شأنه هو الذي يقبض القرض ويبسط في العوض ويوسع فيه تحصل زيادة ترغيب ألا ترى أنه لو قيل لك: السلطان منا يشتري منك سلعتك بنفسه ويزيد في ثمنها ما أراد وكان كريما حصلت لك رغبة كاملة في تلك المعاملة فكيف السلطان الأعظم الذي لا ينقص في ملكه إعطاء الدنيا وما فيها لواحد، ويحتمل أن يكون يقبض ويبسط دافعا لما يخطر في بال المقرض من أن الإقراض ينقص ماله ويقتر عليه ويكون معناه والله يقبض ويقتر على من يشاء ويبسط ويوسع على من يشاء بحسب المصالح فلا تبخلوا عليه خوفا من النقص والتقتير، وثالثا بأن الله تعالى شأنه الذي طلب القرض منكم وعدكم الزيادة عليه ترجعون إليه فيجازيكم على حسب أعمالكم وتجدون ما فعلتم له ووعدكم عليه.
قوله (قال: هو والله في صلة الإمام خاصة) أي القرض الذي ذكره الله تعالى ونسبه إلى ذاته المقدسة الذي لا يحتاج إلى قرض ولا غيره هو صلة الإمام خاصة على سبيل التشبيه إذ هي لاقتضائها العوض الجيمل والثواب الجزيل شبهت بالقرض الذي هو قطع طائفة من المال ودفعه إلى الغير ليعوض به ويحتمل أن يكون من أفراد القرض حقيقة ولعل المقصود أن الآية نزلت قصدا وبالذات في صلة الإمام خاصة لا ينافي ذلك تعميمها بإدخال جميع الخيرات والأعمال الحسنة وإقراض الناس فيها أيضا والله أعلم.
* الأصل:
3 - وبهذا الإسناد عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن حماد بن أبي طلحة، عن معاذ صاحب الأكسية قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله لم يسأل خلقه ما في أيديهم قرضا من
(٣٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417