كثرة ثوابه وعظمة جزائه بحيث لا يعلم قدره إلا الله جل شأنه ويؤيده في الخبر: درهم يوصل به الإمام أعظم وزنا من أحد، ويمكن أن يكون التفاوت في الوزن باعتبار التفاوت في أحوال المعطي والآخذ من خلوص النية والتقرب وكمال الاحتياج والفاقة والورع وغير ذلك من المرجحات.
قوله (ثم قال إن الله تعالى يقول في كتابه) استشهاد لما سبق من أن الله تعالى يزيد في إحسان المحسن. و «من» فيمن ذا الذي مبتدأ وذا خبره والذي صفة ذا أو بدله وقرضا مفعول مطلق بمعنى إقراضا ويحتمل أن يراد به ما يعطى من المال ليقضاه وحسنا صفته أو حال عن فاعل يقرض بمعنى مقرضا محسنا والمراد بحسنه خلوصه عن غير وجه الله ووقوعه مع طيب النفس من غير من ولا أذى وغير ذلك من موجبات النقص. وأضعافا بمعنى أمثالا لا يقدرها إلا الله سبحانه حتى يكون لواحد عشرة وسبعمائة ويزيد الله لمن يشاء.
وقد رغب الله سبحانه في إقراضه أولا بأنه يقضيه بأمثال كثيرة والكريم إذا وعد بالكثرة وفى بأعظم أفرادها ولا تجارة أنفع من ذلك، وثانيا بأنه تعالى شأنه هو الذي يقبض القرض ويبسط في العوض ويوسع فيه تحصل زيادة ترغيب ألا ترى أنه لو قيل لك: السلطان منا يشتري منك سلعتك بنفسه ويزيد في ثمنها ما أراد وكان كريما حصلت لك رغبة كاملة في تلك المعاملة فكيف السلطان الأعظم الذي لا ينقص في ملكه إعطاء الدنيا وما فيها لواحد، ويحتمل أن يكون يقبض ويبسط دافعا لما يخطر في بال المقرض من أن الإقراض ينقص ماله ويقتر عليه ويكون معناه والله يقبض ويقتر على من يشاء ويبسط ويوسع على من يشاء بحسب المصالح فلا تبخلوا عليه خوفا من النقص والتقتير، وثالثا بأن الله تعالى شأنه الذي طلب القرض منكم وعدكم الزيادة عليه ترجعون إليه فيجازيكم على حسب أعمالكم وتجدون ما فعلتم له ووعدكم عليه.
قوله (قال: هو والله في صلة الإمام خاصة) أي القرض الذي ذكره الله تعالى ونسبه إلى ذاته المقدسة الذي لا يحتاج إلى قرض ولا غيره هو صلة الإمام خاصة على سبيل التشبيه إذ هي لاقتضائها العوض الجيمل والثواب الجزيل شبهت بالقرض الذي هو قطع طائفة من المال ودفعه إلى الغير ليعوض به ويحتمل أن يكون من أفراد القرض حقيقة ولعل المقصود أن الآية نزلت قصدا وبالذات في صلة الإمام خاصة لا ينافي ذلك تعميمها بإدخال جميع الخيرات والأعمال الحسنة وإقراض الناس فيها أيضا والله أعلم.
* الأصل:
3 - وبهذا الإسناد عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن حماد بن أبي طلحة، عن معاذ صاحب الأكسية قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله لم يسأل خلقه ما في أيديهم قرضا من