قوله (فخرج إلى الرسول الذي حمل إلى الصرة: أسأت) الظاهر أن أسأت فاعل خرج باعتبار هذا اللفظ، وقد أدب (عليه السلام) كل واحد من الرسول والمرسل إليه بما يليق به، وفيه دلالة على قبح رد بر الصلحاء، وأنه معصية يفتقر إلى الاستغفار.
قوله (وذهبت أطلب عديلا فلقيني ابن الوجنا بعد أن كنت صرت إليه) أبو محمد بن الوجنا من نصيبين وهو ممن وقف على معجزات صاحب الزمان صلوات الله عليه كما صرح به الصدوق في كتاب كمال الدين. والمقصود أنه بعد الاستقالة صار إلى ابن الوجنا أولا وطلب أن يكتري له ويطلب له عديلا فوجده كارها لذلك وأبى أن يقبل منه ذلك، ثم ذهب ليطلب عديلا فلقيه ابن الوجنا في الطريق فقال له: أنا في طلبك، وقد قيل لي - والقايل صاحب الزمان (عليه السلام) -: إنه - يعني الحسن - يصحبك، والخطاب لابن الوجنا، وكذا الخطاب في قوله: فأحسن واطلب، والضمير في معاشرته وله للحسن، وفي كتاب كمال الدين «قال الحسن بن الفضل: قصدت ابن وجنا أسأله أن يكتري لي ويرتاد لي عديلا فرأيته كارها ثم لقيته بعد أيام فقال لي: أنا في طلبك منذ أيام قد كتب إلي أن أكتري لك وأرتاد لك عديلا، ابتداء.
* الأصل:
14 - علي بن محمد، عن الحسن بن عبد الحميد قال: شككت في أمر حاجز، فجمعت شيئا ثم صرت إلى العسكر، فخرج إلي: ليس فينا شك ولا فيمن يقوم مقامنا بأمرنا، رد ما معك إلى حاجز بن يزيد.
* الشرح:
قوله (قال شككت في أمر حاجز) هل هو من وكلاء صاحب الزمان أم لا؟ وهذه الرواية دلت على أنه من وكلائه كما دل عليه ما ذكره الصدوق في كتاب كمال الدين قال: حدثنا محمد بن محمد الخزاعي رضي الله عنه، قال: حدثنا أبو علي الأسدي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي أنه ذكر عدد من انتهى إليه ممن وقف على معجزات (1) صاحب الزمان صلوات الله عليه