يشبه ولده الأعمام والأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الحسن فقال: يا أبا محمد أجبه، قال:
فأجابه الحسن (عليه السلام) فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله ولم أزل أشهد بها، وأشهد أن محمدا رسول الله ولم أزل أشهد بذلك، وأشهد أنك وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله) والقائم بحجته - وأشار إلى أمير المؤمنين - ولم أزل أشهد بها وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته - وأشار إلى الحسن (عليه السلام) - وأشهد أن الحسين بن علي وصي أخيه والقائم بحجته بعده، وأشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده، وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين، وأشهد على جعفر بن محمد بأنه القائم بأمر محمد، وأشهد على موسى أنه القائم بأمر جعفر بن محمد، وأشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر، وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى، وأشهد على علي بن محمد بأنه القائم بأمر محمد بن علي وأشهد على الحسن بن علي بأنه القائم بأمر علي بن محمد وأشهد على رجل من ولد الحسن لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا، والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، ثم قام فمضى، فقال أمير المؤمنين: يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد؟ فخرج الحسن بن علي (عليهما السلام) فقال: ما كان إلا أن وضع رجله خارجا من المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله؟ فرجعت إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فأعلمته. فقال: يا أبا محمد أتعرفه؟ قلت: الله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم، قال:
هو الخضر (عليه السلام).
* الشرح:
قوله (قال: فأجابه الحسن (عليه السلام)) فقال: أما ما سألت عن أن الإنسان إذا نام أين تذهب روحه فإن روحه متعلقة بالريح وريحه متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها للتيقظ فإن أذن الله عز وجل برد تلك الروح إلى صاحبها جذبت تلك الروح الريح، وجذبت تلك الريح الهواء، فرجعت الروح في بدنه وإن لم يأذن برد تلك الروح إلى صاحبها جذب الهواء الريح، وجذبت الريح الروح فلم ترد إلى صاحبها إلى يوم يبعث.
أقول: لعل المراد بالروح النفس الناطقة المجردة، فإن الروح الحيواني تبقى في البدن في حالة النوم، وبالريح القوة القدسية التي من شأنها إمالة النفس إلى عالم القدس أو القوة الشريرة التي من شأنها إمالتها إلى الهاوية وتعلق النفس بها كتعلق الموصوف بالصفة، وإطلاق الريح على القوة شائع لغة وعرفا. والهواء إن كان مقصورا وإن لم يوافقه رسم الخط فالمراد به الحب والميل إلى الجهة العالية أو الهاوية، وتعلق الريح به كتعلق السبب بالمسبب والمعنى أن الإنسان إذا نام وفارق النفس البدن فإن أذن الله تعالى برد تلك الروح إلى البدن جذبت تلك الروح من حيث هي أو من جهة