والايتلاف ولم يرد العصا ولا الضرب بها ولكن جعله مثلا للتفريق، وقد يراد بالعصا الجماعة والإضافة بيانية.
قوله (أين تذهبون وأين يراد بكم) الاستفهام للتوبيخ والتنبيه على ضلالتهم وغوايتهم، الأول لبيان سلوكهم سبيل الضلالة والغواية والثاني لبيان خروجهم عن منهج الحق والهداية الذي أراد الله تعالى من العباد وسلوكه.
قوله (إلا ترشفه) أي مسه تبركا أو قبل يديه ورجليه، وفي تاج اللغة الرشف (بوسه كردن در وقتي كه آب در دهن گردد) ونقل عن القاموس: رشفه يرشفه كنصره وضربه وسمعه مصه كارتشفه وترشفه.
قوله (أن يحولوا بينك وبين مجلسك) هذا كناية عن عزلهم له عن الخلافة ونصبهم أبا جعفر (عليه السلام).
قوله (فحمل على البريد) هو وأصحابه قال الزمخشري في الفائق: البريد الرسول ويجمع على برد بضم الباء والراء، وقد تسكن الراء للتخفيف كرسل ورسل والبريد في الأصل البغل وهي كلمة فارسية أصلها بريده دم أي محذوفة الذنب لأن بغال البريد كانت محذوفة الأذناب كالعلامة لها فأعربت وخففت بحذف الآخر وفتح الأول ثم سمى الرسول الذي يركبه بريد أو المسافة التي بين السكتين بريدا والسكة الموضع الذي كان يسكنه الفيوح المرتبون من رباط أوقبة أو بيت أو نحو ذلك وبعد ما بين السكتين فرسخان وكان يرتب في كل سكة بغال وكتب في الحاشية: قيل والصواب أربعة فراسخ، ونقل هذا القول صاحب النهاية أيضا.
قوله (حتى انتهوا إلى مدين) قيل: هي قرية شعيب النبي، قيل: منها إلى الشام ثلاثة منازل، وقال علي بن إبراهيم ((رحمه الله)): هي قرية على طريق الشام. قوله (أنا بقية الله) مر تفسيره في باب نادرة.
قوله (لتؤخذن من فوقكم وتحت أرجلكم) وهو كان في ذلك ناصحا أمينا إذ لو لم ينزلوا لنزل عليهم عذاب أليم مثل ما نزل على قوم شعيب كما قال الله عز شأنه: (ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود).
* الأصل:
6 - سعد بن عبد الله والحميري جميعا، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قبض محمد بن علي الباقر وهو ابن سبع وخمسين سنة، في عام أربع عشرة ومائة، عاش بعد علي ابن الحسين (عليهما السلام) تسع عشرة سنة وشهرين.