الخلق ويزاحم اختياره اختياره تعالى (عما يشركون) عن إشراكهم في الخلق والاختيار. قال صاحب الطرائف: روى محمد بن مؤمن الشيرازي في تفسير قوله تعالى: «ربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة» بإسناده إلى أنس بن مالك قال: «سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) «وربك يخلق ما يشاء» قال «إن الله خلق آدم (صلى الله عليه وآله) من طين حيث شاء» ثم قال: «ويختار» إن الله تعالى اختارني وأهل بيتي على جميع الخلق فانتجبنا وجعلني الرسول وجعل علي بن أبي طالب (صلى الله عليه وآله) الوصي ثم قال: - ما كان لهم الخيرة يعني ما جعلت للعباد أن يختاروا ولكني أختار ما أشاء فأنا وأهل بيتي صفوة الله وخيرته من خلقه، ثم قال: «سبحان الله عما يشركون» يعني تنزيه الله عما يشرك به كفار أهل مكة ثم قال: «وربك» يعني يا محمد «يعلم ما تكن صدورهم» من بغض المنافقين لك ولأهل بيتك «وما يعلنون» من الحب لك ولأهل بيتك».
قوله: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة) أي ما جاز لهم.
قوله: (أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) نفي عنهم الاختيار وأوجب عليهم الرجوع إلى اختيار الله واختيار رسوله في جميع أمورهم ومن جملته اختيار الإمام، قيل: جمع الضمير الراجع إلى المؤمن والمؤمنة لعمومها من حيث أنهما في سياق النفي.
قوله: (وقال عز وجل: مالكم كيف تحكمون) خاطب من حكم في أصول الدين وفروعه (1)