سماء، فوصفها بالظليلة للتأكيد والإشعار بوجه الشبه لأن الإمام يظل العباد عن حرارة عدوان الأنباء كما أن السماء تظلهم عن حرارة البيضاء.
قوله: (والأرض البسيطة) وصف الأرض بالبسيطة للإيماء إلى وجه الشبه وهو سعة العيش ورفاهية الخلق.
قوله: (والعين الغزيرة) الغزارة: الكثرة وقد غزر الشيء بالضم يغزر فهو غزير، وفائدة الوصف هي الإشارة إلى وجه الشبه وهو كثرة النفع والتسبب للخصب والرخاء أو كثرة العلم الشبيه بالماء.
قوله: (والغدير) الغدير: قطعة من الماء يغادرها السيل أي يتركها وهو فعيل بمعنى مفاعل من غادره إذا تركه، أو مفعل من أغدره إذا تركه، ويقال: هو فعيل بمعنى فاعل لأنه يغدر بأهله أي ينقطع عند شدة الحاجة إليه وإنما شبهه بالغدير لأن الناس يرجعون إليه عند الحاجة كما يرجعون إلى الغدير، أو لأنه محل للعلم الذي به حياة الأرواح كما أن الغدير محل للماء الذي به حياة الأشباح.
قوله: (والروضة) الروضة: البستان الذي فيه البقل والعشب والأشجار المثمرة وغيرها وإنما شبهه بالروضة لحصول الفرح والسرور بمشاهدته كحصولهما بمشاهدة الروضة أو لاشتماله على أنحاء أثمار العلوم كاشتمال الروضة على أنواع الثمار.
قوله: (الإمام الأنيس الرفيق) أنيسك: مصاحبك وصفيك الذي تأنس به في الوحشة. والرفيق المرافق من الرفق وهو ضد العنف والخرق. والإمام مصاحبك في هذه الدار ومؤنسك في وحشة غربتك فيها ورفيقك في السفر إلى الله ولا ترى منه إلا خيرا.
قوله: (والوالد الشفيق) وهو لا يريد لك إلا خيرا كالوالد المشفق إلى ولده.
قوله: (والام البرة بالولد الصغير) وهو يربيك ويغذيك بالغذاء الروحاني من العلوم والمعارف على أكمل ما يليق بك كما أن الام تربيك وتغذيك من الغذاء الجسماني ما يليق بك.
قوله: (ومفزع العباد في الداهية النآد) الفزع بالضم: وهو الخوف، والمفزع: الملجأ في الفزع والإمام مفزع للعباد إذا دهمهم أمر فزعوا إليه ليدفعه عنهم، والداهية: الأمر العظيم. ودواهي الدهر ما يصيب الناس من عظيم نوبه، والنآد: مثل فعال، والنآدي مثل فعالي «رنج وسختى» كذا في الصراح، وقال الجوهري هما الداهية والمآل واحد وإنما وصف الداهية بالنآد للمبالغة في عظمتها وشدتها. وكونه مفزعا لهم ظاهر لأن شأنه دفع الجور بالسيف والسنان، والحمل على الصبر في نوائب الزمان.
وقوله: (والذاب عن حرم الله) لعل المراد به حرم مكة والإمام يدفع عنه مالا يجوز وقوعه فيه