شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٥ - الصفحة ٢٢٤
يجسروا على القول بمقتضى آرائهم، أم على قلوب أقفالها المانعة من دخول الحق المبين فيها وانكشاف أمر الدين لها. قيل: تنكير القلوب لأن المراد قلوب بعض منهم وإضافة الأقفال إليها للدلالة على الأقفال المناسبة لها مختصة بها لا تجانس الأقفال المعهودة.
قوله: (أم طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون) أي لا يعلمون ما في متابعة القرآن وموافقه الرسول من السعادة وما في مخالفتهما والقول بالرأي من الشقاوة. والطبع: الختم وهو التأثير في الطين ونحوه، والطابع بالفتح: الخاتم وبالكسر: لغة فيه. وقال صاحب الكشاف: الختم والكتم أخوان لأن الاستيثاق من الشيء بضرب الخاتم عليه كتما وتغطية لئلا يوصل إليه ولا يطلع عليه ثم قال: فإن قلت لم أسند الختم إلى الله تعالى وإسناده إليه يدل على المنع من قبول الحق والتوصل إليه بطريقه وهو قبيح والله تعالى عن فعل القبيح علوا كبيرا لعلمه بقبحه وعلمه بغناه عنه وقد نص على تنزيه ذاته بقوله «وما أنا بظلام للعبيد» «وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين» «إن الله لا يأمر بالفحشاء» ونظائر ذلك مما نطق به التنزيل. قلت: القصد إلى صفة القلوب بأنها كالمختوم عليها وأما إسناد الختم إلى الله عز وجل فلينبه على أن هذه الصفة في فرط تمكنها وثبات قدمها كالشئ الخلقي غير العرضي ألا ترى إلى قولهم فلان مجبول على كذا ومفطور عليه يريدون أنه بليغ في الثبات عليه. وله توجيهات اخر إن أردت معرفتها فارجع إلى تفسير قوله تعالى «ختم الله على قلوبهم».
قوله: (أم قالوا سمعنا) كالمنافقين (وهم لا يسمعون) سماع انقياد و إذعان فأنه لا يسمعون أصلا، وهذا كما يقال: فلان لم يسمع نصيحتي إذا لم يعمل بمقتضاها.
قوله: (إن شر الدواب) أي شر البهائم (الصم) عن الحق (البكم الذين لا يعقلون) إياه، ذم من لم يعمل بالآيات القرآنية ولم يتدبر فيها و عدهم من البهائم التى لا تعقل شيئا وجعلهم شرا لإبطالهم عقولهم التي بها يتميزون من البهائم ومن جملة تلك الآيات ما دل على المنع من القول في الدين بالرأي والاختيار وهم عينوا أعظم أمور الدين وهو الإمام بآرائهم واختيارهم حتى ضلوا وأضلوا.
قوله: (ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون) أي لو علم الله فيهم خيرا وانقيادا في وقت وإذعانا في حين لأسمعهم إسماعا موجبا لا نقيادهم وإذعانهم فيه ولو أسمعهم كذلك لتولوا وارتدوا بعد الإذعان والتصديق وهم معرضون عنه لعنادهم واستخفافهم إياه. قيل: هذا في صورة قياس اقتراني فيجب أن ينتج لو علم الله فيهم خيرا لتولوا وهذا محال لأنه على تقدير إن يعلم الله فيهم خيرا لا يحصل منهم التولي بل الانقياد. قلت: لا نسلم أن هذا محال
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين 3
2 باب الاستطاعة 38
3 باب البيان والتعريف ولزوم الحجة 47
4 باب اختلاف الحجة على عباده 57
5 باب حجج الله على خلقه 60
6 باب الهداية أنها من الله عز وجل 68
7 باب الاضطرار إلى الحجة 75
8 باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة (عليهم السلام)) 108
9 باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث 115
10 باب ان الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بامام 121
11 باب أن الأرض لا تخلو من حجة 122
12 باب أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجة 128
13 باب معرفة الإمام والرد اليه 130
14 باب فرض طاعة الأئمة 150
15 باب في أن الأئمة شهداء الله عز وجل على خلقه 162
16 باب ان الأئمة عليهم السلام هم الهداة 167
17 باب ان الأئمة عليهم السلام ولاة امر الله وخزنة علمه 169
18 باب أن الأئمة عليهم السلام خلفاء الله عز وجل في أرضه 174
19 وأبوابه التي منها يؤتى 174
20 باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عز وجل 177
21 باب ان الأئمة هم أركان الأرض 183
22 باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته 193
23 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة الامر وهو الناس المحسودون الذين ذكرهم الله عز وجل 252
24 باب أن الأئمة (عليهم السلام) هم العلامات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه 260
25 باب أن الآيات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 262
26 باب ما فرض الله عز وجل ورسوله (صلى الله عليه وآله) من الكون مع الأئمة (عليهم السلام) 263
27 باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة (عليهم السلام) 270
28 باب أن من وصفه الله تعالى في كتابه بالعلم هم الأئمة (عليهم السلام) 275
29 باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة (عليهم السلام)) 277
30 باب أن الأئمة قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهم 280
31 باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 281
32 باب أن الأئمة في كتاب الله إمامان: إمام يدعو إلى الله وإمام يدعو إلى النار 283
33 باب [أن القرآن يهدي للإمام] 286
34 باب أن النعمة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الأئمة (عليهم السلام) 287
35 باب أن المتوسمين الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) والسبيل فيهم مقيم 288
36 باب عرض الأعمال على النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) 291
37 باب أن الطريقة التي حث على الاستقامة عليها ولاية علي (عليه السلام) 293
38 باب ان الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة 295
39 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ورثة العلم، يرث بعضهم بعضا العلم 298
40 باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم 301
41 باب أن الأئمة (عليهم السلام) عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها 309
42 باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة (عليهم السلام) وانهم يعلمون علمه كله 312
43 باب ما أعطي الأئمة (عليهم السلام) من اسم الله الأعظم 317
44 باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء (عليهم السلام) 320
45 باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله عليه وآله ومتاعه 323
46 باب أن مثل سلاح رسول الله مثل التابوت في بني إسرائيل 333
47 باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام 334
48 باب في شأن إنا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها 344
49 فهرس الآيات 354