باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) * الأصل:
1 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن حماد بن عيسى، عن عبد المؤمن عن سالم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا، فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله) قال:
السابق بالخيرات الامام، والمقتصد: العارف للامام، والظالم لنفسه: الذي لا يعرف الامام.
* الشرح قوله: (ثم أورثنا الكتاب) المورث: هو النبي (صلى الله عليه وآله) بأمره تعالى فنسب الفعل إليه مجازا.
قوله (فمنهم ظالم لنفسه) لخروجه عن الدين والعمل بالكتاب ولا ظلم أعظم منه وإنما قدمه لأنه أكثر.
قوله (ومنهم مقتصد) الاقتصاد هو التوسط في الأمور كالإقرار بالإمام المتوسط بين إنكاره والغلو فيه والتوسط في العمل بين تركه بالكلية وبين الإتيان بجميع الخيرات وعلى هذا القياس.
قوله (بإذن الله) أي بأمر الله وتوفيقه.
قوله (والسابق بالخيرات الإمام) لأن له قدرة نفسانية وقوة روحانية وشدة جسمانية يقتدر بها على فعل جميع الخيرات ولا يترك شيئا منها كما قال سبحانه (وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين) وقال بعض المفسرين: السابق هو الذي رجحت حسناته بحيث صارت سيئاته مكفرة، والأول هو الحق الذي لا ريب فيه.
قوله (والمقتصد العارف بالإمام) أي العارف بحقه المسلم لفضله وهو مقتصد لإقراره بما هو أصل لجميع الخيرات وإن لم يأت بجميعها ويرجع إليه تفسيره بالمتعلم وتفسيره بأنه الذي خلط العمل الصالح بالسيء، وفي بعض النسخ «العارف بالأمر».
قوله (والظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام) إذ لا خير فيه بعد إنكار الأصل ويرجع إليه تفسيره بالجاهل.
* الأصل:
2 - الحسين، عن المعلى، عن الوشاء، عن عبد الكريم، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قوله تعالى: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فقال: أي شيء