شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٥ - الصفحة ٢٢٦
جميع ما جاء به من المواعظ والنصايح والأوامر والنواهي و الزواجر الدالة على المنع من الاختراع في الدين وعصيناهما في جميع ذلك أو في بعضه لعدم موافقته للطبع أو للتعاند والتحاسد والتباغض.
قوله: (بل هو فضل الله) أي الإمامة أو السماع ومعرفة الإمام فضل الله الذي يمتاز به صاحبه عن غيره يؤتيه تعالى من يشاء من عباده تفضلا و عطية، والله ذو الفضل العظيم، الذين يستحقر دونه نعيم الدنيا ونعيم الآخرة وفيه دلالة على أن الإمامة موهبية وكذا معرفتها لمن استعد لقبولها (1).
قوله: (والامام عالم لا يجهل) ليس «لا يجهل» للتأكيد بل للاحتراز إذ كل أحد عالم في الجملة وهذا القدر لا يكفي في الإمام بل لابد فيه أن لا يجهل شيئا مما يحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة وإلا لبطل الغرض من الإمامة ووقع الحيرة فوجب أن يكون الإمام ممن خصه الله سبحانه في أصل الفطرة بكمال الفطنة وجودة القريحة وسداد العقل وسرعة الإدراك ورفع الموانع ولا علم بصفاته تعالى و أحكامه وأحوال العالم كلها.
وبالجملة يجب أن يكون أفضل الناس علما وأكملهم خشية وأكثرهم عملا لأن العلم يثمر الخشية والخشية تثمر العمل فمن اجتمعت فيه هذه الأمور كانت العلوم النظرية عنده كالضرورية.

1 - «وكذا معرفتها لمن استعد لقبولها» كلام مجهول المراد غير ظاهر المعنى وأما ما يتوهم من ظاهره من الجبر وأن المعرفة من الله تعالى وليس فعلا اختياريا للعبد فهو باطل جدا لا يريده الشارح البتة مع تمسكه بأصول مذهب الإمامية إذ لا ريب عندنا في أن من لا يعرف الإمام معاقب مذموم محجوج بالأدلة القائمة على إمامتهم (عليهم السلام)، ولابد أن يكون مختارا حتى يقام عليه الحجة ولعل الشارح أراد موهبة لا ينافي الاختيار كما هو اعتقادنا في جميع الأفعال الاختيارية بل وجميع الموجودات المتوقفة على الأسباب فإنه لا مؤثر في الوجود إلا الله تعالى وكل سبب وعلة وفاعل سواء كان مختارا أو مضطرا كالفواعل الطبيعية إنما هي معدات والمسبب حاصل بإرادة الله تعالى وفعله فإن من يقتل مسلما ظلما فإنما هو محرك لأسباب القتل وآلاته وأما إزهاق روح المقتول فليس بتأثير القاتل وآلاته بل هو ملك يزهق الأرواح بأمر الله تعالى، وكذلك الناس عليهم تتبع الأدلة والنظر في أصول الاعتقاد والمعرفة حاصلة من الله تعالى بعد النظر الصحيح قهرا فإن أراد الشارح هذا المعنى فهو وإن كان معنى صحيحا لا يناسب سياق كلامه إذ لا يختص بمعرفة الإمام (عليه السلام) بل كل اعتقاد فاسد وعمل قبيح كالقتل ظلما وشرب الخمر وسائر المعاصي بإرادة الله تعالى بهذا المعنى ولا يناسب ذكرها في سياقة أن الإمامة موهبية وبالجملة فكلام الشارح هنا يشبه كلام الأشاعرة. (ش)
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين 3
2 باب الاستطاعة 38
3 باب البيان والتعريف ولزوم الحجة 47
4 باب اختلاف الحجة على عباده 57
5 باب حجج الله على خلقه 60
6 باب الهداية أنها من الله عز وجل 68
7 باب الاضطرار إلى الحجة 75
8 باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة (عليهم السلام)) 108
9 باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث 115
10 باب ان الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بامام 121
11 باب أن الأرض لا تخلو من حجة 122
12 باب أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجة 128
13 باب معرفة الإمام والرد اليه 130
14 باب فرض طاعة الأئمة 150
15 باب في أن الأئمة شهداء الله عز وجل على خلقه 162
16 باب ان الأئمة عليهم السلام هم الهداة 167
17 باب ان الأئمة عليهم السلام ولاة امر الله وخزنة علمه 169
18 باب أن الأئمة عليهم السلام خلفاء الله عز وجل في أرضه 174
19 وأبوابه التي منها يؤتى 174
20 باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عز وجل 177
21 باب ان الأئمة هم أركان الأرض 183
22 باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته 193
23 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة الامر وهو الناس المحسودون الذين ذكرهم الله عز وجل 252
24 باب أن الأئمة (عليهم السلام) هم العلامات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه 260
25 باب أن الآيات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 262
26 باب ما فرض الله عز وجل ورسوله (صلى الله عليه وآله) من الكون مع الأئمة (عليهم السلام) 263
27 باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة (عليهم السلام) 270
28 باب أن من وصفه الله تعالى في كتابه بالعلم هم الأئمة (عليهم السلام) 275
29 باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة (عليهم السلام)) 277
30 باب أن الأئمة قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهم 280
31 باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 281
32 باب أن الأئمة في كتاب الله إمامان: إمام يدعو إلى الله وإمام يدعو إلى النار 283
33 باب [أن القرآن يهدي للإمام] 286
34 باب أن النعمة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الأئمة (عليهم السلام) 287
35 باب أن المتوسمين الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) والسبيل فيهم مقيم 288
36 باب عرض الأعمال على النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) 291
37 باب أن الطريقة التي حث على الاستقامة عليها ولاية علي (عليه السلام) 293
38 باب ان الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة 295
39 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ورثة العلم، يرث بعضهم بعضا العلم 298
40 باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم 301
41 باب أن الأئمة (عليهم السلام) عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها 309
42 باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة (عليهم السلام) وانهم يعلمون علمه كله 312
43 باب ما أعطي الأئمة (عليهم السلام) من اسم الله الأعظم 317
44 باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء (عليهم السلام) 320
45 باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله عليه وآله ومتاعه 323
46 باب أن مثل سلاح رسول الله مثل التابوت في بني إسرائيل 333
47 باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام 334
48 باب في شأن إنا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها 344
49 فهرس الآيات 354