جميع ما جاء به من المواعظ والنصايح والأوامر والنواهي و الزواجر الدالة على المنع من الاختراع في الدين وعصيناهما في جميع ذلك أو في بعضه لعدم موافقته للطبع أو للتعاند والتحاسد والتباغض.
قوله: (بل هو فضل الله) أي الإمامة أو السماع ومعرفة الإمام فضل الله الذي يمتاز به صاحبه عن غيره يؤتيه تعالى من يشاء من عباده تفضلا و عطية، والله ذو الفضل العظيم، الذين يستحقر دونه نعيم الدنيا ونعيم الآخرة وفيه دلالة على أن الإمامة موهبية وكذا معرفتها لمن استعد لقبولها (1).
قوله: (والامام عالم لا يجهل) ليس «لا يجهل» للتأكيد بل للاحتراز إذ كل أحد عالم في الجملة وهذا القدر لا يكفي في الإمام بل لابد فيه أن لا يجهل شيئا مما يحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة وإلا لبطل الغرض من الإمامة ووقع الحيرة فوجب أن يكون الإمام ممن خصه الله سبحانه في أصل الفطرة بكمال الفطنة وجودة القريحة وسداد العقل وسرعة الإدراك ورفع الموانع ولا علم بصفاته تعالى و أحكامه وأحوال العالم كلها.
وبالجملة يجب أن يكون أفضل الناس علما وأكملهم خشية وأكثرهم عملا لأن العلم يثمر الخشية والخشية تثمر العمل فمن اجتمعت فيه هذه الأمور كانت العلوم النظرية عنده كالضرورية.