بالخلق معنى الإيجاد لورد أن الخالقية بهذا المعنى مع المخلوق لا قبله (1) وفي الأزل، اللهم إلا أن يقال: اتصافه تعالى بوصف الإيجاد قبل المخلوق; لأن إيجاد الشيء عبارة عن إعطاء الوجود إياه فهو مقدم بالذات على وجود ذلك الشيء لاستحالة إيجاد الموجود، ولكن فيه بعد من وجهين; الأول: أن هذا التوجيه يجعل الكلام قليل الفائدة لظهور أن إيجاد كل شيء قبل وجوده فلا فائدة في التعرض لبيانه. الثاني: أن المقصود بيان تحقق هذا الوصف أعني الخالقية له تعالى في الأزل وإفادة استحقاقه لاسم الخالق أزلا، وهذا التوجيه لا يفيد ذلك بل ينافيه.
(ورب إذ لا مربوب) قد علمت معنى ربوبيته ووجه تقدمها على المربوب آنفا.
(وكذلك يوصف ربنا وفوق ما يصفه الواصفون) «فوق» إما عطف على «يوصف» بتقدير يوصف أو حال عن «ربنا». وفيه إيماء إلى أن ما وصفه الواصفون ليس ربا، والرب فوقه بالربوبية والشرف والوصف اللايق به، وما وصفوه فهو مخلوق مصنوع مثلهم.
* الأصل:
7 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن أحمد بن النضر وغيره، عمن ذكره، عن عمرو بن ثابت، عن رجل سماه، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث الأعور قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) خطبة بعد العصر فعجب الناس من حسن صفته وما ذكره من تعظيم الله جل جلاله،