شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ٢٠٠
وتعاطوا الحق بينكم وتعاونوا به دوني وخذوا على يد الظالم السفيه ومروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، واعرفوا لذوي الفضل فضلهم، عصمنا الله وإياكم بالهدى وثبتنا وإياكم على التقوى وأستغفر الله لي ولكم.
* الشرح:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن أحمد بن النضر وغيره عمن ذكره، عن عمرو بن ثابت) لعله عمرو بن أبي المقدام الممدوح من رجال السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام) (عن رجل سماه عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور) هو الحارث بن قيس الأعور قال العلامة: روى الكشي في طريق فيه الشعبي أنه قال لعلي (عليه السلام): إني أحبك، ولا يثبت بهذا عندي عدالته بل ترجيح ما (1).
(قال خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) يوما خطبة بعد العصر فعجب الناس من حسن صفته) أي من حسن وصفه للرب (وما ذكره من تعظيم الله تعالى. قال أبو إسحاق فقلت للحارث أو ما حفظتها) الهمزة للاستفهام والواو للعطف على محذوف أي اسمتها وما حفظتها (قال: قد كتبتها (2) فأملاها علينا من كتابه:).
الحمد لله الذي لا يموت) وصف له بالدوام بسبب سلب الموت عنه; لأن الموت انقطاع تعلق الروح عن البدن ورجوع الخلق إلى الحق لزوال القوة المزاجية وكل ذلك عليه سبحانه محال، وإنما افتتح بالحمد لتعليم الخلق بلزوم الثناء على الملك الوهاب والاعتراف بنعمته عند الافتتاح بالخطاب لاستلزام ذلك ملاحظة حضرة الجلال والالتفات إليها عامة الأحوال، وابتدأ بعده بالصفات السلبية الدقيقة وهي أن التوحيد المطلق والإخلاص المحقق لا يتحققان إلا بنقض جميع ما عداه عن لوح النفس وطرحه عن درجة الاعتبار وما لا يتحقق الشيء إلا به (3) كان اعتباره مقدما على اعتبار ذلك

1 - فيه اشتباه، وفي الخلاصة بعد عنوان «الحارث بن قيس» عنون الحارث الأعور وساق الكلام كما في المتن والمراد الحارث بن عبد الله الأعور، كما هو الظاهر.
2 - قوله: «قال كتبتها» كتبها بجميع ألفاظها وخصوصياتها أو اختار منها ما قدر على حفظها، وكذلك كانوا يحفظون خطب الأمراء والخلفاء وساير الفصحاء، ففي كتب التواريخ نقل قدر واف من خطب قس بن ساعدة وسحبان وائل وحجاج بن يوسف وغيرهم، واحتمال حفظ جميع خصوصيات الألفاظ بعيد لاختلاف الروايات في خطبة واحدة اللهم إلا ما يتشبث بالخاطر من لفظ بديع ومعنى طريف أطرف وأبدع من ساير كلمات الخطبة، ولذلك قد يقول المؤرخون فكان مما حفظ من خطبة مثلا، ومعلوم أن المنقول ربما يتم قراءته في خمس دقائق، أو عشر، ولم تكن الخطبة قصيرة بهذا الحد. (ش) 3 - قوله: «ما لا يتحقق الشيء إلا به» يعنى به الذاتيات والأجزاء وأنها مقدمة على المركب منها تقدما بالذات سابقا أن أقسام التقدم الخمسة المشهورة متعارفة عن الناس ويستعملونها في محاوراتهم وليس التقدم عندهم منحصرا في التقدم بالزمان كما توهمه بعض الظاهريين، يقولون في التقدم المكاني: رأيت زيدا وهو شاب جلس مقدما على الشيوخ، وفي التقدم بالشرف: أن نبينا (صلى الله عليه وآله) مقدم على سائر الأنبياء، ويقولون في التقدم الذاتي: تحركت اليد فتحرك المفتاح، ولو عكست القول وقلت: تحرك المفتاح فتحركت يدي غلطوك لدلالة الفاء على الترتب والتأخر وليس حركة اليد بعد حركة المفتاح بل قبله. وعوام العجم أيضا يستعملون هذه المعاني في محاوراتهم في الفارسية. نعم تعديد أقسام التقدم ومعرفة الاصطلاحات خاص بأهل العلم. وهذا نظير الواجب والممكن والممتنع يعرفه الطفل الصغير والشيخ والجاهل البدوي والعامي القروي وإن لم يميزوا الاصطلاح والدور والتسلسل يعترف ببطلانهما جميع الناس ويختص بتقرير الدليل عليه العلماء وهكذا. (ش)
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست