شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ١١٣
كل شيء بحذف العائد إليه ونصب الكرسي، وجعل الجملة خبرا يعني العرش وكل شيء منه مثل الأجزاء والدوائر الموهومة وسع الكرسي كما قيل بعيد أيضا مع أن السؤال لم يتعلق بالعرش وشموله.
* الأصل:
5 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (وسع كرسيه السماوات والأرض) السماوات والأرض وسعن الكرسي أو الكرسي وسع السماوات والأرض؟
فقال: إن كل شيء في الكرسي.
* الشرح:
(محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تعالى (وسع كرسيه السماوات والأرض) السماوات والأرض وسعن الكرسي أو الكرسي وسع السماوات والأرض؟ فقال: إن كل شيء في الكرسي (1)) العموم باق بحاله لما عرفت.
* الأصل:
6 - محمد [بن يحيى]، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حملة العرش - والعرش العلم - ثمانية: أربعة منا وأربعة ممن شاء الله.
* الشرح:
(محمد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حملة العرش، والعرش العلم، (2) ثمانية، أربعة منا) محمد

١ - قوله: «فقال إن كل شيء في الكرسي» في كلام الإمام (عليه السلام) في الرواية السابقة زيادة على ما في هذه الرواية، وكلاهما نقل زرارة ويختلف الراوي عنه ففي الأولى ثعلبة وفي الثانية عبد الله بن بكير وقلنا سابقا في المجلد الثاني أن مثل هذا الاختلاف غير عزيز في الروايات. (ش) ٢ - قوله: «حملة العرش والعرش العلم» روى في حملة العرش في تفسير قوله تعالى (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) أقول وورد ذكر الحملة في نهج البلاغة وفي الصحيفة السجادية وأنهم ملائكة بالصفات المذكورة فيها، وعن الحسن: الله أعلم كم هم أثمانية أم ثمانية آلاف؟ وعن الضحاك: ثمانية صفوف لا يعلم عددهم إلا الله، وروي أن بعضهم على صورة الإنسان وبعضهم على صورة الأسد، وبعضهم على صورة الثور، وبعضهم على صورة النسر، وقد مر. وفي رواية: أرجلهم في تخوم الأرض السابعة، والعرش فوق رؤوسهم وهم مطرقون مسبحون، وروي ثمانية أملاك على صورة أوعال ما بين أظلافها إلى ركبتها مسيرة سبعين عاما.
وهذه الروايات تدل على تجردهم من المادة الجسمانية ويتشكلون بالتمثيل كما قال الله تعالى (فتمثل لها بشرا سويا) ولا ريب أن المجرد يمكن أن يتمثل أي يتشكل بأشكال مختلفة، ولو لم نقل بتجردهم لم نقدر على تفسير هذه الروايات والجمع بينها، ولو كانوا أجساما كأجسامنا لم يتعقل كون أرجلهم في تخوم إلا بالخرق أو مداخلة جسمهم في سائر الأجسام وأن يكون في تركيب كل جسم سوى العناصر جزء من عنصر الملائكة، ولا يبعد أن يلتزم بذلك أهل الظاهر لكن المتعمق البصير إذا نظر بنظر الدراية في الروايات التي وردت في حال الملائكة علم أن صفاتهم وحالاتهم لا تجتمع مع كونهم أجساما مادية فهم من الجواهر المجردة قطعا أصلا وإن تمثلوا في صورة الأجسام، والجوهر المجرد بالتقسيم الحاصر بين النفي والإثبات أما عقل أو نفس إذ لا يخلو إما أن يكون له تعلق بجسم بوجه ما أو لا ولا واسطة; ولذلك فهم العقول أو النفوس وإن تأبيت عن التسمية فما شئت فسمه ولكن المعنى ما ذكر، وأما من قال: إنهم المثل النورية المعلقة لكل نوع فيرجع إلى تجردهم أيضا ومن قال إنهم أربعة من الأئمة المعصومين (عليهم السلام) فلأنهم مظاهر العقول المجردة في عالمنا هذا ويجري حكم المظهر على الظاهر وبالعكس تقول للمصحف: هذا كلام الله تعالى وللصورة المنقوشة هذا أبي، وفي عدد الأربعة سر لا نعلمه وفي تكريرها في القيامة سر آخر والذي لا نشك فيه أن كل شيء في عالمنا الجسماني ظل لما في ذلك العالم، والغالب على أشكال المصنوعات المربع المطلق أو المستطيل فكأن بين نظم الصنع والتربيع مناسبة وارتباطا، وهذا التربيع ظل لتربيع أركان العرش وحملته، والملائكة المقربين أربعة والقوى العملية في الإنسان أربع وللقوى النظرية أربع مراتب، والأخلاط عن الأطباء أربعة، والأركان كذلك وفصول السنة أربعة إلا في خط الاستواء فثمانية وألوان أنوار العرش أربعة كما مر. فإن قيل هل يمكن أن ينسب حمل العرش على أنه جسم إلى الملائكة؟ قلنا لا يجب أن يكون حامل العرش الجسماني موجودا جسمانيا ماديا بل يمكن نسبة حمل الجسم إلى المجرد. (ش)
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست