وليس خروجهن بأشد من إدخالك من لا يوثق به عليهن (1) وإن استطعت أن لا يعرفن غيرك فافعل ولا تمك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها، فإن ذلك أنعم لحالها و أرخى لبالها وأدوم لجمالها، فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ولا تعد بكرامتها نفسها (2) ولا تطمعها أن تشفع لغيرها فتميل مغضبة عليك معها، ولا تطل الخلوة مع النساء فيملنك أو تملهن. واستبق من نفسك بقية من إمساكك (3) فان إمساكك عنهن وهن يرين أنك ذو اقتدار خير من أن يظهرن منك على انتشار (4) وإياك والتغاير في غير موضع غيرة فإن ذلك يدعو الصحيحة منهن إلى السقم ولكن أحكم أمرهن، فإن رأيت ذنبا فعاجل النكير على الكبير والصغير. وإياك أن تعاقب فتعظم الذنب وتهون العتب (5). وأحسن للمماليك الأدب. وأقلل الغضب. ولا تكثر العتب في غير ذنب، فإذا استحق أحد منهم ذنبا فأحسن العذل فإن العذل مع العفو أشد من الضرب لمن كان له عقل، ولا تمسك من لا عقل له، وخف القصاص (6). واجعل لكل امرئ منهم عملا تأخذه به، فإنه أحرى أن لا يتواكلوا (7) وأكرم عشيرتك، فإنهم جناحك الذي به تطير وأصلك الذي إليه
(٨٧)