وسئل صلى الله عليه وآله: من أشد الناس بلاء في الدنيا، فقال صلى الله عليه وآله: النبيون ثم الأماثل فالأماثل، ويبتلي المؤمن على قدر إيمانه وحسن عمله، فمن صح إيمانه و حسن عمله اشتد بلاؤه ومن سخف إيمانه وضعف عمله قل بلاؤه (1).
(١) البلاء ما يختبر ويمتحن من خير أو شر وأكثر ما يأتي مطلقا الشر، وما أريد به الخير يأتي مقيدا كما قال تعالى: " بلاء حسنا " وأصله المحسنة والله تعالى يبتلى عبده بالصنع الجميل ليمتحن شكره وبما يكره ليمتحن صبره. وفى النهاية: فيه أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل أي الأشرف فالأشرف والأعلى فالأعلى في الرتبة والمنزلة. والأماثل جمع الأمثل. وأماثل القوم: خيارهم - انتهى. والابتلاء لازم لوصول الانسان إلى الدرجات ولا ينال أحد درجة أو مقاما حتى يستحق ذلك ولا يستحق حتى يمتحن ويختبر فالدرجات لا يمكن الوصول إليها الا بالبلية ولذلك ورد في خبر شهادةأبى عبد الله الحسين عليه السلام " أنه رأى النبي صلى الله عليه وآله في المنام فقال له: يا حسين ان لك درجة في الجنة لا تصل إليها الا بالشهادة " فكل من كان مقامه أفضل و أشرف كان ابتلاؤه واختباره أشد وأعظم.