رسوله (1) " ومثل قوله: " وما غنمتم من شئ (2) " ثم قال: " قل الأنفال لله والرسول (3) " فاختلجها الله (4) من أيديهم فجعلها لله ولرسوله. ثم قال: " فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين (5) " فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة أنزل الله عليه: " واعلموا أن ما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان (6) ". فأما قوله: " لله " فكما يقول الانسان: هو لله ولك ولا يقسم لله منه شئ. فخمس رسول الله صلى الله عليه وآله الغنيمة التي قبض بخمسة أسهم. فقبض سهم الله لنفسه يحيي به ذكره ويورث بعده. وسهما لقرابته من بني عبد المطلب، فأنفذ سهما لأيتام المسلمين وسهما لمساكينهم. وسهما لابن السبيل من المسلمين في غير تجارة، فهذا يوم بدر، وهذا سبيل الغنائم التي اخذت بالسيف.
وأما ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب (7). فإن كان المهاجرون حين قدموا المدينة أعطتهم الأنصار نصف دورهم ونصف أموالهم. والمهاجرون يومئذ نحو مائة رجل.
فلما ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله على بني قريظة والنضير (8) وقبض أموالهم قال النبي صلى الله عليه وآله