والإجابة للعدل وقول الحق، فهذا ما أصاب العاقل بمداومة الخير، فطوبى لمن ذكر أمامه وذكر قيامه واعتبر بالفناء (1).
وأما كراهية الشر، فيتشعب منه الوقار والصبر والنصر والاستقامة على المنهاج والمداومة على الرشاد والايمان بالله والتوفر والاخلاص وترك ما لا يعنيه والمحافظة على ما ينفعه، فهذا ما أصاب العاقل بالكراهية للشر، فطوبى لمن أقام بحق الله وتمسك بعرى سبيل الله (2).
وأما طاعة الناصح، فيتشعب منها الزيادة في العقل وكمال اللب ومحمدة العواقب والنجاة من اللوم والقبول والمودة والانشراح (3) والانصاف والتقدم في الأمور والقوة على طاعة الله، فطوبى لمن سلم من مصارع الهوى (4)، فهذه الخصال كلها تتشعب من العقل.
قال شمعون: فأخبرني عن أعلام الجاهل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
إن صحبته عناك (5) وإن اعتزلته شتمك وإن أعطاك من عليك وإن أعطيته كفرك وإن أسررت إليه خانك وإن أسر إليك اتهمك وإن استغنى بطر وكان فظا غليظا وإن افتقر جحد نعمة الله ولم يتحرج (6) وإن فرح أسرف وطغى وإن حزن أيس