منقلبهم وساء مصيرهم. وما العلم بالله والعمل بطاعته (1) إلا إلفان مؤتلفان، فمن عرف الله خافه فحثه الخوف على العمل بطاعة الله وإن أرباب العلم واتباعهم الذين عرفوا الله فعملوا له ورغبوا إليه وقد قال الله " إنما يخشى الله من عباده العلماء " (2) فلا تلتمسوا شيئا في هذه الدنيا بمعصية الله واشتغلوا في هذه الدنيا بطاعة الله واغتنموا أيامها واسعوا لما فيه نجاتكم غدا من عذاب الله، فإن ذلك أقل للتبعة وأدنى من العذر وأرجا للنجاة. فقدموا أمر الله وطاعته وطاعة من أوجب الله طاعته بين يدي الأمور كلها ولا تقدموا الأمور الواردة عليكم من طاعة الطواغيت وفتنة زهره الدنيا بين يدي أمر الله وطاعته وطاعة أولي الامر منكم. واعلموا أنكم عبيد الله ونحن معكم، يحكم علينا وعليكم سيد حاكم غدا وهو موقفكم ومسائلكم، فأعدوا الجواب قبل الوقوف والمسألة والعرض على رب العالمين، يومئذ لا تكلم نفس إلا بإذنه. واعلموا أن الله لا يصدق كاذبا. ولا يكذب صادقا. ولا يرد عذر مستحق. ولا يعذر غير معذور بل لله الحجة على خلقه بالرسل و الأوصياء بعد الرسل. فاتقوا الله واستقبلوا من إصلاح أنفسكم (3) وطاعة الله وطاعة من تولونه فيها، لعل نادما قد ندم على ما قد فرط بالأمس في جنب الله وضيع من حق الله (4) واستغفروا الله وتوبوا إليه فإنه يقبل التوبة ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون وإياكم وصحبة العاصين ومعونة الظالمين ومجاورة الفاسقين. احذروا فتنتهم وتباعدوا من ساحتهم. واعلموا أنه من خالف أولياء الله ودان بغير دين الله واستبد بأمره دون أمر ولي الله في نار تلتهب، تأكل أبدانا [قد غابت عنها أرواحها] غلبت عليها شقوتها [فهم موتى لا يجدون حر النار (5)] فاعتبروا يا اولي الابصار واحمدوا الله على ما هداكم.
(٢٥٤)