أن تخاف على نفسك وأن تحذر فيه على دينك وإن لم تكن إلا ساعة من النهار.
فإن استطعت أن لا تسخط ربك برضى أحد من خلقه فافعل، فإن في الله خلفا من غيره ولا في شئ خلف من الله. اشدد على الظالم وخذ على يديه (1). ولن لأهل الخير وقربهم منك واجعلهم بطانتك وإخوانك.
ثم انظر صلاتك كيف هي، فإنك إمام. وليس من إمام يصلي بقوم فيكون في صلاتهم تقصير إلا كان عليه أوزارهم ولا ينتقص من صلاتهم شئ ولا يتممها إلا كان له مثل أجورهم ولا ينتقص من أجورهم شئ. وانظر الوضوء، فإنه تمام الصلاة ولا صلاة لمن لا وضوء له. واعلم أن كل شئ من عملك تابع لصلاتك. واعلم أنه من ضيع الصلاة، فإنه لغير الصلاة من شرايع الاسلام أضيع.
وإن استطعتم يا أهل مصر أن يصدق قولكم فعلكم وسركم علانيتكم ولا تخالف ألسنتكم أفعالكم فافعلوا. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إني لا أخاف على أمتي مؤمنا ولا مشركا أما المؤمن فيمنعه الله بإيمانه وأما المشرك فيخزيه الله ويقمعه بشركه ولكني أخاف عليكم كل منافق حلو اللسان يقول ما تعرفون ويفعل ما تنكرون " ليس به خفاء.
وقد قال النبي صلى الله عليه وآله: " من سرته حسناته وساءته سيئاته فذلك المؤمن حقا ".
وكان يقول صلى الله عليه وآله: " خصلتان لا يجتمعان في منافق: حسن سمت (2) وفقه في سنة ".
واعلم يا محمد بن أبي بكر أن أفضل الفقه الورع في دين الله والعمل بطاعة الله، أعاننا الله وإياك على شكره وذكره وأداء حقه والعمل بطاعته إنه سميع قريب.
واعلم أن الدنيا دار بلاء وفناء والآخرة دار بقاء وجزاء. فإن استطعت أن تزين ما يبقى على ما يفنى فافعل رزقنا الله بصر ما بصرنا وفهم ما فهمنا حتى لا نقصر عما أمرنا ولا نتعدى على ما نهانا عنه، فإنه لابد لك من نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك