عرائكهم للدين (1)، خشنة ضرائبهم عن العدوان، واضحة بالقبول أوجههم، نضرة بالفضل عيدانهم (2) يدينون بدين الحق وأهله، فإذا اشتدت أركانهم، وتقومت أعمادهم فدت بمكانفتهم (3) طبقات الأمم إلى إمام، إذ تبعتك في ظلال شجرة دوحة تشعبت أفنان غصونها على حافات بحيرة الطبرية (4) فعندها يتلألأ صبح الحق وينجلي ظلام الباطل، ويقصم الله بك الطغيان، ويعيد معالم الايمان، يظهر بك استقامة الآفاق وسلام الرفاق، يود الطفل في المهد لو استطاع إليك نهوضا، ونواشط الوحش لو تجد نحوك مجازا، تهتز بك (5) أطراف الدنيا بهجة، وتنشر عليك أغصان العز نضرة، وتستقر بواني الحق في قرارها، وتؤوب شوارد الدين (6) إلى أو كارها، تتهاطل عليك سحائب الظفر، فتخنق كل عدو، وتنصر كل ولي، فلا يبقي على وجه الأرض جبار قاسط ولا جاحد غامط، ولا شانئ مبغض، ولا معاند كاشح (7)، ومن يتوكل على الله فهو
(٤٧٨)