(يا غاية رغبتنا) أعطاه الله يوم القيامة رغبته ومثل رغبة الخلائق، وإذا قال: (أسألك يا الله أن لا تشوه خلقي بالنار) قال الجبار جل جلاله: استعتقني عبدي من النار، اشهدوا ملائكتي أني قد أعتقته من النار وأعتقت أبويه وأخواته وأخوانه وأهله و ولده وجيرانه، وشفعته في ألف رجل ممن وجب لهم النار، وآجرته من النار، فعلمهن يا محمد المتقين ولا تعلمهن المنافقين فإنها دعوة مستجابة لقائليهن إن شاء الله، وهو دعاء أهل البيت المعمور حوله إذا كانوا يطوفون به.
قال مصنف هذا الكتاب: الدليل على أن الله تعالى عز وجل عالم حي قادر لنفسه لا بعلم وقدرة وحياة هو غيره أنه لو كان عالما بعلم لم يخل علمه من أحد أمرين أما أن يكون قديما أو حادثا، فإن كان حادثا فهو جل ثناؤه قبل حدوث العلم غير عالم، وهذا من صفات النقص، وكل منقوص محدث بما قدمنا، وإن كان قديما وجب أن يكون غير الله عز وجل قديما وهذا كفر بالاجماع، فكذلك القول في القادر وقدرته والحي وحياته، والدليل على أنه تعالى لم يزل قادرا عالما حيا أنه قد ثبت أنه عالم قادر حي لنفسه وصح بالدليل أنه عز وجل قديم وإذا كان كذلك كان عالما لم يزل إذ نفسه التي لها علم لم تزل، وهذا يدل على أنه قادر حي لم يزل (1).
30 - باب القرآن ما هو؟
1 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، قال: قلت للرضا علي بن موسى عليهما السلام: يا ابن رسول الله أخبرني عن القرآن أخالق أو مخلوق؟ فقال: ليس بخالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الله عز وجل.
2 - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن عبد الله ابن جعفر الحميري، عن أبيه، عن إبراهيم بن هاشم، عن الريان بن الصلت، قال: