وكان لا يلوم أحدا على ما يجد العذر في مثله حتى يسمع اعتذاره (3)، وكان لا يشكو وجعا إلا عند برئه. وكان يفعل ما يقول ولا يقول ما لا يفعل. وكان إذا غلب على الكلام لم يغلب على السكوت.
وكان على ما يسمع أحرص منه على أن يتكلم. وكان إذا بدهه أمران (4) نظر أيهما أقرب إلى الهوى فخالفه. فعليكم بهذه الخلائق فالزموها وتنافسوا فيها، فإن لم تستطيعوها فاعلموا أن أخذ القليل خير من ترك الكثير 290 - وقال عليه السلام: لو لم يتوعد الله على معصيته (5) لكان يجب أن لا يعصى شكرا لنعمه 291 - (وقال عليه السلام وقد عزى الأشعث بن قيس عن ابن له):
يا أشعث إن تحزن على ابنك فقد استحقت ذلك منك الرحم.
____________________
(1) الليث: الأسد. والغاب: جمع غابة وهي الشجر الكثير الملتف يستوكر فيه الأسد.
والصل بالكسر: الحية. والوادي معروف. والجد بالكسر: ضد الهزل (2) أدلى بحجته: أحضرها (3) أي كان لا يلوم في فعل يصح في مثله الاعتذار إلا بعد سماع العذر (4) بدهه الأمر: فجأه وبغته (5) التوعد: الوعيد، أي لو لم يوعد على معصيته بالعقاب
والصل بالكسر: الحية. والوادي معروف. والجد بالكسر: ضد الهزل (2) أدلى بحجته: أحضرها (3) أي كان لا يلوم في فعل يصح في مثله الاعتذار إلا بعد سماع العذر (4) بدهه الأمر: فجأه وبغته (5) التوعد: الوعيد، أي لو لم يوعد على معصيته بالعقاب