نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٤ - الصفحة ٦٦
فقال عليه السلام: أما هذا فهو من مال الله ولا حد عليه. مال الله أكل بعضه بعضا، وأما الآخر فعليه الحد فقطع يده 272 - وقال عليه السلام: لو قد استوت قدماي من هذه المداحض لغيرت أشياء (1) 273 - وقال عليه السلام: اعلموا علما يقينا أن الله لم يجعل للعبد وإن عظمت حيلته واشتدت طلبته وقويت مكيدته أكثر مما سمى له في الذكر الحكيم (2)، ولم يحل بين العبد في ضعفه وقلة حيلته وبين أن يبلغ ما سمى له في الذكر الحكيم. والعارف لهذا العامل به أعظم الناس راحة في منفعة. والتارك له الشاك فيه أعظم الناس شغلا في مضرة ورب منعم عليه مستدرج بالنعمى (3)، ورب مبتلى مصنوع له بالبلوى. فزد أيها المستمع في شكرك، وقصر من عجلتك (4)، وقف عند منتهى رزقك
____________________
(1) المداحض: المزالق يريد بها الفتن التي ثارت عليه، ويقول إنه لو ثبتت قدماه في الأمر وتفرغ لغير أشياء من عادات الناس وأفكارهم التي تبعد عن الشرع الصحيح (2) الذكر الحكيم: القرآن، وليس لانسان أن ينال من الكرامة عند الله فوق ما نص عليه القرآن، ولن يحول الله بين أحد وبين ما عين في القرآن وإن اشتد طلب الأول وقويت مكيدته الخ وضعف حال الثاني، فكل مكلف مستطيع أن يؤدي ما فرض الله في كتابه وينال الكرامة المحدودة له، وقد يراد من الذكر الحكيم علم الله، أي ما قدر لك فلن تعدوه ولن تقصر عنه (3) أي لا يغتر المنعم عليه بالنعمة فربما تكون استدراجا من الله له يمتحن بها قلبه ثم يأخذه من حيث لا يشعر، ولا يقنط مبتلى فقد تكون البلوى صنعا من الله له يرفع بها منزلته عنده (4) أي قصر
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليه السلام ومواعظه 3
2 جواب لمن سأله عن الايمان وفيه الايمان وشعبه والكفر وشعبه 7
3 ما قاله لدهاقين الأنبار عندما ترجلوا له واشتدوا بين يديه 10
4 وصايا لابنه الحسن في حفظ أربع وأربع 11
5 ما قاله في لسان العاقل والأحمق 11
6 كلام قاله المريض في عاقبة المرض 12
7 ما اخبر ضرار عنه في مخاطبة الدنيا 16
8 ومن كلام له في القدر. 17
9 وصية له بخمسة أشياء 18
10 لا يقولن أحدكم اللهم أعوذ بك من الفتنة 20
11 وصف حال بعض الأزمان 23
12 وصف الزاهدين رواه عنه نوف البكالي 23
13 حالات قلب الانسان. لقد علق بنياط هذا الانسان الخ 25
14 لا مال أعود عن العقل الخ 26
15 لا نسب الاسلام الخ 29
16 خطاب لأهل القبور وكلام عندما سمع رجلا يذم الدنيا 30
17 ومن كلام له قاله لكميل بن زياد في العلم والعلماء وهو من اجل الكلام 36
18 وعظه لرجل سأله أن يعظه وهي من أفضل العظات 38
19 وصف الغوغاء 45
20 الجود حارس الاعراض الخ 48
21 بيان لحكمة الله في أصول الفرائض وكبائر المحظورات 55
22 فصل في بيان كلمات غريبة جاءت في كلامه كرم الله وجهه 57
23 ومن كلام له في وصف أخ في الله كان له وهو من أجمل الأوصاف 69
24 تعزيته للأشعث عن ولده 70
25 ومن كلام له لجابر الأنصاري في أن قوام الدنيا بأربعة 88
26 ومن كلام له في وجوب تغيير المنكر بقدر الاستطاعة وهو في جملتين 89
27 ومن كلام له لقائل بحضرته استغفر الله وفيه معنى الاستغفار وهو حقيقته 97