المال تنقصه النفقة والعلم يزكوا على الانفاق، وصنيع المال يزول بزواله (1).
يا كميل العلم دين يدان به. به يكسب الإنسان الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد وفاته. والعلم حاكم والمال محكوم عليه يا كميل هلك خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر. أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة. ها، إن ههنا لعلما جما (وأشار إلى صدره) لو أصبت له حملة (2)، بلى أصبت لقنا غير مأمون عليه (3)، مستعملا آلة الدين للدنيا، ومستظهرا بنعم الله
____________________
الطغام الذين لا منزلة لهم في الناس. والناعق مجاز عن الداعي إلى باطل أو حق (1) من كان صنيعا لك متحببا إليك لما لك زال ما تراه منه بزوال مالك، أما صنيع العلم فيبقى ما بقي العلم، فإنما العالم في قومه كالنبي في إمته، فالعلم أشبه شئ بالدين بكسر الدال يوجب على المتدينين طاعة صاحبه في حياته والثناء عليه بعد موته (2) الحملة بالتحريك: جمع حامل. وأصبت بمعنى وجدت، أي لو وجدت له حاملين لأبرزته وبثثته (3) اللقن بفتح فكسر: من يفهم بسرعة، إلا أن العلم لا يطبع أخلاقه على الفضائل، فهو يستعمل وسائل الدين لجلب الدنيا، ويستعين بنعم الله على إيذاء