نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٣ - الصفحة ٩٩
الولاة بتصنعهم وحسن خدمتهم (1)، وليس وراء ذلك من النصيحة والأمانة شئ، ولكن اختبرهم بما ولوا للصالحين قبلك فاعمد لأحسنهم كان في العامة أثرا، وأعرفهم بالأمانة وجها، فإن ذلك دليل على نصيحتك لله ولمن وليت أمره، واجعل لرأس كل أمر من أمورك رأسا منهم (2) لا يقهره كبيرها، ولا يتشتت عليه كثيرها ومهما كان في كتابك من عيب فتغابيت عنه ألزمته (3) ثم استوص بالتجار وذوي الصناعات (4) وأوص بهم خيرا: المقيم منهم، والمضطرب بماله (5)، والمترفق ببدنه، فإنهم مواد المنافع وأسباب المرافق، وجلابها من المباعد والمطارح، في برك وبحرك، وسهلك وجبلك، وحيث لا يلتئم الناس لمواضعها (6)، ولا يجترئون
____________________
السكون والثقة، أي لا يكون انتخاب الكتاب تابعا لميلك الخاص (1) يتعرفون للفراسات أي يتوسلون إليها لتعرفهم (2) أي اجعل لرئاسة كل دائرة من دوائر الأعمال رئيسا من الكتاب مقتدرا على ضبطها، لا يقهره عظيم تلك الأعمال ولا يخرج عن ضبطه كثيرها (3) إذا تغابيت أي تغافلت عن عيب في كتابك كان ذلك العيب لاصقا بك (4) ثم استوص، انتقال من الكلام في الكتاب إلى الكلام في التجار والصناع (5) المتردد بأمواله بين البلدان. والمترفق: المكتسب. والمرافق تقدم تفسيرها بالمنافع. وحقيقتها وهي المراد هنا: ما به يتم الانتفاع كالآنية والأدوات وما يشبه ذلك (6) أي ويجلبونها من أمكنة بحيث لا يمكن التئام الناس واجتماعهم في مواضع
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»
الفهرست