نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٣ - الصفحة ٢٥
مكسورة ولا مهلوسة ولا ذات عوار، ولا تأمنن عليها إلا من تثق بدينه رافقا بمال المسلمين حتى يوصله إلى وليهم فيقسمه بينهم، ولا توكل بها إلا ناصحا شفيقا وأمينا حفيظا، غير معنف ولا مجحف (1)، ولا ملغب ولا متعب، ثم احدر إلينا ما اجتمع عندك (2) نصيره حيث أمر الله به. فإذا أخذها أمينك فأوعز إليه ألا يحول بين ناقة وبين فصيلها (3) ولا يمصر لبنها فيضر ذلك بوليدها، ولا يجهدنها ركوبا.
وليعدل بين صواحباتها في ذلك وبينها، وليرفه على اللاغب (4).
وليستأن بالنقب والظالع. وليوردها ما تمر به من الغدر (5) ولا يعدل بها عن نبت الأرض إلى جواد الطريق، وليروحها في الساعات وليمهلها عند النطاف (6) والأعشاب حتى تأتينا بإذن الله بدنا منقيات غير متعبات ولا مجهودات (7)، لنقسمها على كتاب الله وسنة نبيه صلى
____________________
أسن من العود. والمهلوسة: الضعيفة. هلسه المرض أضعفه. والعوار بفتح العين، وتضم: العيب (1) المجحف من يشتد في سوقها حتى تهزل. والملغب المعيى من التعب (2) حدر يحدر كينصر ويضرب أسرع، والمراد سق إلينا سريعا (3) فصيل الناقة:
ولدها وهو رضيع. ومصر اللبن تمصيرا قلله، أي لا يبالغ في حلبها حتى يقل اللبن في ضرعها (4) أي ليرح ما لغب أي أعياه التعب، وليستأن أي يرفق من الأناة بمعنى الرفق.
والنقب بفتح فكسر: ما نقب خفه كفرح، أي تخرق. وظلع البعير غمز في مشيته (5) جمع غدير ما غادره السيل من المياه (6) النطاف جمع نطفة: المياه القليلة، أي يجعل لها مهلة لتشرب وتأكل (7) البدن بضمتين: جمع بادنة أي سمينة.
(٢٥)
مفاتيح البحث: الجود (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست