لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٣٩٠
موضعه. والتورية: الستر.
والترية: اسم ما تراه الحائض عند الاغتسال، وهو الشئ الخفي اليسير، وهو أقل من الصفرة والكدرة، وهو عند أبي علي فعيلة من هذا لأنها كأن الحيض وارى بها عن منظره العين، قال: ويجوز أن يكون من ورى الزند إذا أخرج النار، كأن الطهر أخرجها وأظهرها بعدما كان أخفاها الحيض.
وورى عنه بصره ودفع عنه، وأنشد ابن الأعرابي:
وكنتم كأم برة ظعن ابنها إليها، فما ورت عليه بساعد ومسك وار: جيد رفيع، أنشد ابن الأعرابي:
تعل بالجادي والمسك الوار والورى: الخلق. تقول العرب: ما أدري أي الورى هو أي أي الخلق هو، قال ذو الرمة:
وكائن ذعرنا من مهاة ورامح، بلاد الورى ليست له ببلاد قال ابن بري: قال ابن جني لا يستعمل الورى إلا في النفي، وإنما سوغ لذي الرمة استعماله واجبا لأنه في المعنى منفي كأنه قال ليست بلاد الورى له ببلاد.
الجوهري: ووراء بمعنى خلف، وقد يكون بمعنى قدام، وهو من الأضداد.
قال الأخفش: لقيته من وراء فترفعه على الغاية إذا كان غير مضاف تجعله اسما، وهو غير متمكن، كقولك من قبل ومن بعد، وأنشد لعتي بن مالك العقيلي:
أبا مدرك، إن الهوى يوم عاقل دعاني، وما لي أن أجيب عزاء وإن مروري جانبا ثم لا أرى أجيبك إلا معرضا لجفاء وإن اجتماع الناس عندي وعندها، إذا جئت يوما زائرا، لبلاء إذا أنا لم أو من عليك، ولم يكن لقاؤك إلا من وراء وراء وقولهم: وراءك أوسع، نصب بالفعل المقدر وهو تأخر. وقوله عز وجل: وكان وراءهم ملك، أي أمامهم، قال ابن بري: ومثله قول سوار ابن المضرب:
أيرجو بنو مروان سمعي وطاعتي، وقومي تميم والفلاة ورائيا؟
وقول لبيد:
أليس ورائي، إن تراخت منيتي، لزوم العصا تثنى عليها الأصابع؟
وقال مرقش:
ليس على طول الحياة ندم، ومن وراء المرء ما يعلم أي قدامه الشيب والهرم، وقال جرير:
أتوعدني وراء بني رباح؟
كذبت، لتقصرن يداك دوني قال: وقد جاءت ورا مقصورة في الشعر، قال الشاعر:
تقاذفه الرواد، حتى رموا به ورا طرف الشام البلاد الأباعدا أراد وراء، وتصغيرها وريئة، بالهاء، وهي شاذة. وفي حديث الشفاعة: يقول إبراهيم إني كنت خليلا من وراء وراء، هكذا يروى مبنيا على الفتح، أي من خلف حجاب، ومنه حديث معقل: أنه حدث ابن زياد بحديث فقال أشئ سمعته من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أو من وراء وراء أي
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»
الفهرست