في الطب قال أبو جعفر: اعتقادنا في الأخبار الواردة في الطب (1).
قال الشيخ المفيد - رحمه الله - (2): الطب صحيح، والعلم به ثابت، وطريقه الوحي، وإنما أخذه العلماء به عن الأنبياء - عليهم السلام - وذلك أنه لا طريق إلى علم حقيقة الداء إلا بالسمع، ولا سبيل إلى معرفة الدواء إلا بالتوقيف (3)، فثبت أن طريق ذلك هو السمع عن العالم بالخفيات تعالى.
والأخبار الواردة عن الصادقين - عليهم السلام - مفسرة بقول أمير المؤمنين - عليه السلام -: (المعدة بيت الأدواء، والحمية رأس الدواء) و (عود كل بدن ما اعتاد) (4) وقد ينجع في بعض أهل البلاد من الدواء من مرض يعرض لهم ما يهلك من استعمله لذلك المرض من غير أهل تلك البلاد، ويصلح لقوم ذوي عادة ما لا يصلح لمن خالفهم في العادة.
وكان الصادقون - عليهم السلام - يأمرون بعض أصحاب الأمراض باستعمال ما يضر بمن كان به (5) المرض فلا يضرهم، وذلك لعلمهم - عليهم السلام - بانقطاع سبب