قال (والألبان طاهرة من الآدمي (ح) ومن كل حيوان مأكول: والإنفحة مع استحالتها في الباطن قيل بطهارتها لحاجة الجبن إليها) * اللبن من جملة المستحيلات في الباطن الا أن الله تعالى من علينا بألبان الحيوانات المأكولة فقال تعالى (وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها) الآية وجعل ذلك رفقا عظيما بالعباد * وأما غير المأكول فإن كان نجسا فلا تخفى نجاسته منه وإن كان طاهرا فهو إما آدمي أو غيره أما الآدمي فلبنه طاهر إذ لا يليق بكرامته أن يكون نشؤه على الشئ النجس ولأنه لم ينقل أن النسوة أمرن في عصره بغسل الثياب والا بدان مما يصيبهن من اللبن وحكي وجه أنه نجس كسائر ما لا يؤكل وإنما يربى الصبي به لضرورة: وأما غير الآدمي فالمذهب نجاسة لبنه على قياس المستحيلات وإنما خالفنا في المأكول تبعا للحم وفي الادمي
(١٨٦)