باب القول في رمي الجمار والعمل في ذلك قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: فإذا كان يوم الثاني من يوم النحر وهو اليوم الذي يسمى يوم الرؤوس فلينهض طاهرا متطهرا بعد زوال الشمس، ويحمل معه من رحله إحدى وعشرين حصاة من الحصى الذي أخذه من مزدلفة وليكن مغسولا، فإن ذلك يروى عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى يأتي الجمرة التي في وسط منى وهي أقربهن إلى مسجد الخيف فيرميها بسبع حصيات من بطن الوادي يقول: مع كل حصاة لا إله إلا الله والله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا، ثم يستقبل القبلة ويجعل الجمرة التي رماها من وراء ظهره ثم يقول: اللهم إيمانا بك، وتصديقا بكتابك، واتباعا لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم اللهم إني عبدك وابن عبديك، طالب منك، ضارع إليك، فأعطني بفضلك إقالة عثرتي، وغفران خطيئتي، وستر عورتي، والكفاية لكل ما أهمني، منك طلبت، وإليك قصدت فلا تخيبني، إنك أنت إلهي لا إله لي غيرك، بيدك ناصيتي وإليك رجعتي، فأحسن مثواي في آخرتي (19)، وأمن يوم ألقاك روعتي، وأعذني من عذابك، وأنلني ما أنت أهله من ثوابك، إنك لطيف كريم رؤوف رحيم.
ثم ليمض حتى ينتهي إلى الجمرة الوسطى جمرة علي عليه السلام فيرميها بسبع حصيات يقول مع كل حصاة: لا إله إلا الله والله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا ثم يستقبل القبلة ويجعل الجمرة من ورائه ثم يقول: اللهم أغفر لي الذنوب التي تهتك العصم،