الأحكام - الإمام يحيى بن الحسين - ج ١ - الصفحة ٢٨٦
الخلائق في يوم الدين، البرئ عن أفعال العباد المتعالى عن القضاء بالفساد، صادق الوعد والوعيد، الرحمن الرحيم بالعبيد، أسألك يا رب الأرباب، ويا معتق الرقاب في يوم الحساب أن تعتقني من النار، وتجعلني بقدرتك في خير دار، في جنات تجري من تحتها الأنهار، فإنك واحد قادر جبار، ويقول: اللهم اغفر لي ولوالدي وما ولدا وللمسلمين والمسلمات، الاحياء منهم والأموات، اللهم لك الحمد كما ابتدأت الحمد ولك الشكر وأنت ولي الشكر ولك المن يا ذا المن والاحسان اللهم فأعطني سؤلي في دنياي وآخرتي فإنك جواد كريم.
باب القول في الإفاضة من المشعر الحرام قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: ثم ليسر راجعا إلى منى عليه الخشوع والوقار، ويقرأ في طريقه ما تيسر له من القرآن، ويدعو بما شاء أن يدعو به، ويذكر الله بما هو أهله، ويستغفر لذنوبه، ويتوب إليه من خطيئته، فإنه لا يغفر إلا للتائبين ولا يقبل إلا للراجعين، فإذا انتهى إلى بطن محسر وهو الوادي الذي بين منى ومزدلفة فليسرع في سيره حتى يقطع بطن الوادي فإنه يروى أن رسول الله صلى الله على وآله وسلم أسرع في ذلك الموضع. وليس الاسراع في ذلك الموضع بسنة واجبة لان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنما فعل ذلك لعلة كانت ولسبب حدث، ولو ترك الاسراع في ذلك الموضع تارك لم يبطل عليه حجه ولم يفسد عليه أمره. فإذا انتهى إلى منى فليمض على حاله حتى يأتي جمرة العقبة من بطن منى فيرميها بسبع حصيات يقول: مع كل حصاة، لا إله إلا الله والله أكبر كبيرا والحمد لله حمدا كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا. ثم ليقطع التلبية مع أول حصاة يرمي بها، ثم يأتي رحله فينحر إن كان معه فضل أو يجب عليه هدي ويذبح هديه أو ينحره،
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»
الفهرست