زرارة عن أبي جعفر عليه السلام: ان صلى قوم وبينهم وبين الامام ما لا يتخطى فليس ذلك الامام لهم بامام، واي صف كان أهله يصلون بصلاة الامام وبينهم وبين الصف الذي يتقدمهم مالا يتخطى فليس تلك لهم بصلاة (1) فإن كان بينهم سترة أو جدار فليس تلك لهم بصلاة الا من كان بحيال الباب، قال عليه السلام: وهذه المقاصير لم يكن في زمن أحد من الناس وانما أحدثها الجبارون، وليس لمن صلى خلفها مقتديا بصلاة من فيها صلاة - الحديث (2). والكلام فيها يقع من جهات: الأولى: ان صاحب الوسائل ارتكب التقطيع في الرواية ولذا ذكر بدل جملة فإن كان بينهم ستر أو جدار ان صلى قوم بينهم وبين الامام سترة أو جدار ولا يخفى ما في هذا التبديل من تغيير المعنى، والظاهر أن هذا التغيير من جهة التقطيع والا فليس في نسخ التهذيب الا الجملة الأولى. الثانية: هل المراد من لا يتخطى ما يكون مانعا عن التخطي والاستطراق كالجدار ونحوه؟ أو المراد منه ما لا يمكن جعله خطوة من جهة المسافة أو الأعم منهما؟ والظاهر هو الثاني للتبادر من هذه الجملة في المورد وقرينية كلمة قدر في الجلمة الثانية على ذلك، هذا. وما يقال من أن الأول خلاف الظاهر والثالث موجب لاستعمال اللفظ في أكثر من معنى واحد أي المشي والبعد لا يتم، لان الثالث لا يستلزم ذلك لوجود الجامع وهو عدم امكان التخصي.
الثالثة: انه وان حكي عن بعض نسخ الوافي وبدل ف في (فإن كان بينهم) الا ان المذكور في الوسائل وسائر مظان الراوية هو ف وهذا يناسب التفريع، ولذا ذكر سيدنا الأستاذ في الحاشية: انما المعتبر في الجماعة عدم الفصل بين الإمام والمأموم بما لا يتخطى من سترة أو جدار ونحوهما وكذا الحال بين كل صف وسابقه. انتهى. فإن كان مراده من ما لا يتخطى ما