بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٢١٢
وإذ كانت الحياة تحمل علينا، والعلم والقدرة فينا زائدتان على الذات، فحملها على ما كانتا فيه موجودتين للذات على نحو العينية، كالذات الواجبة الوجود بالذات، أولى وأحق، فهو (تعالى) حياة وحي بالذات. على أنه (تعالى) مفيض لحياة كل حي، ومعطي الشئ غير فاقد له (1).
الفصل الثامن في إرادته تعالى وكلامه قالوا: " إرادته (تعالى) علمه بالنظام الأصلح "، وبعبارة أخرى: " علمه بكون الفعل خيرا ". فهي وجه من وجوه علمه (تعالى) (2)، كما أن السمع - بمعنى العلم بالمسموعات - والبصر - بمعنى العلم بالمبصرات - وجهان من وجوه علمه، فهو

(١) بل واجد له بنحو أعلى وأشرف.
(٢) وقد عرفت الإرادة بتعريفات اخر:
منها: أن الإرادة صفة مخصصة لأحد المقدورين، كما ذهب إليه الأشاعرة.
ومنها: ما ذهب إليه بعض المعتزلة من أنها اعتقاد النفع.
ومنها: انها ميل يتبع اعتقاد النفع، كما ذهب بعض آخر من المعتزلة.
ومنها: ما نسب إلى الجبائية، وهو: أن الإرادة صفة زائدة قائمة لا بمحل.
ومنها: ما نسب إلى الكرامية من أنها صفة حادثة قائمة بالذات.
ومنها: ما نسب إلى ضرار بن عمرو، وهو: أنها نفس الذات.
ومنها: ما نسب إلى النجار من أن الإرادة صفة سلبية هي كون الفاعل ليس بمكره.
ومنها: ما نسب إلى الكعبي من أن إرادة الله لفعله (تعالى) علمه به.
ومنها: ما نسب إلى محققي المعتزلة من أنها العلم بما في الفعل من المصلحة.
راجع شرح المقاصد ٢: ٩٤ - ٩٦ وشرح المواقف: ٤٩٣ - 494.
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»