مفتاح الغيب - أبي المعالي القونوي - الصفحة ٦
وموضوع كل علم ومباديه ومسائله، فروع موضوع العلم الإلهي وفروع مباديه وفروع مسائله، فموضوعه الخصيص به وجود الحق سبحانه، ومباديه أمهات الحقائق اللازمة لوجود الحق وتسمى أسماء الذات. فمنها (2) ما تعين حكمه في العالم وبه (3) يعلم، اما من خلف حجاب الأثر - وهو حظ العارفين من الأبرار - واما ان يدرك كشفا وشهودا بدون واسطة ولا حجاب - وهو وصف المقربين والكمل - والقسم الاخر من الأسماء الذاتية ما لم يتعين له حكم في العالم، وهو الذي استأثر الحق به في غيبه كما أشار النبي صلى الله عليه وآله بقوله في دعائه: أو استأثرت به في علم غيبك - الحديث (4) وتلي هذه (5) الأسماء - أعني أسماء (6) الذات - أسماء الصفات التابعة، ثم أسماء الافعال والنسب والإضافات (7) التي بين أسماء الذات وأسماء الصفات وبين أسماء الصفات والأسماء الافعال.
والمسائل (8) هي عبارة عما يتضح بأمهات الأسماء التي هي المبادى، من حقائق متعلقاتها (9) والمراتب والمواطن (10) ونسبة تفاصيل احكام كل قسم (11) منها ومحله (12) وما يتعين بها (13) وبآثارها، من النعوت والأوصاف والأسماء الفرعية وغير ذلك، ومرجع كل ذلك إلى أمرين وهما: معرفة ارتباط العالم بالحق والحق بالعالم، وما يمكن (14) معرفته من

(1) - بالرفع عطفه على فروع موضوع - ش (2) - أي أسماء الذات - ش (3) - الضمير راجع إلى العالم أو الحكم - ش فعلم - ن - ع (4) - اللهم إني أسئلك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من عبادك أو استأثرت به في علم غيبك - ش (5) - مفعول تلى - ش (6) - بالرفع فاعل تلى - ش (7) - ملخص الكلام ان المبادى هي معرفة أسماء الذات والصفات والافعال ومعرفة ارتباط كل منها ونسبتها إلى الاخر، مثلا ان يعرف... حكم أسماء الصفات والافعال يتعين من اجتماع احكام أسماء الذات وان ظهور حكم أسماء الافعال يتعين من اجتماع احكام أسماء الصفات وكذا معرفة نسب ما بين الأسماء مثلا ان الخلق متوقف على القدرة وهى متوقفة على الإرادة المطابقة للعلم المشروط بالحياة، وسيجئ تفصيل أسماء الذات والصفات والافعال والنسب بينها في الكتاب فانتظر - ش (8) - أي مسائل هذا العلم - ش (9) - أي فمتعلقاته الأمهات التي هي المبادى بيان لما في عما يتضح - ش (10) - أي المحال المعنوية والحسية - ش (11) - أي من الحقائق - ش (12) - أي محل كل قسم - ش (13) - عطف على ما يتضح والضميران راجعان إلى الحقائق - ش - لها - ط - تعين بها - ج (14) - ذلك هو الأمر الثاني من الامرين، فهو عطف على ارتباط العالم كما شرح الشارح - ش
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... مقدمة المصحح 19 1 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست