(فما يخشى العدو له وعيدا * كما بالوعد لا يثق الصديق) الوافر وليوسف محاسن كثيرة وهو القائل ولعلك سمعت به (حج مثلي زيارة الخمار * واقتنائي العقار شرب العقار) (ووقاري إذا توقر ذو الشيبة * وسط الندى ترك الوقار) (ما أبالي إذا المدامة دامت * عذل ناه ولا شناعة جاري) (رب ليل كأنه فرع ليلي * ما به كوكب يلوح لساري) (قد طويناه فوق خشف كحيل * أحور الطرف فاتر سحار) (وعكفنا على المدامة فيه * فرأينا النهار في الظهر جاري) الخفيف وهي مليحة كما ترى وفي ذكرها كلها تطويل والإيجاز أمثل وما أحسبك ترى بتدوين هذا وما أشبهه بأسا ومدح رجل بعض أمراء البصرة ثم قال بعد ذلك وقد رأى توانيا في أمره قصيدة يقول فيها كأنه يجيب سائلا (جودت شعرك في الأمير فكيف أمرك قلت فاتر *) مجزوء الكامل فكيف تقول لهذا ومن أي وجه تأتي فتظلمه وبأي شيء تعانده فتدفعه عن الإيجاز والدلالة على المراد بأقصر لفظ وأوجز كلام وأنت الذي أنشدتني (سد الطريق على الزمان * وقام في وجه القطوب) مجزوء الكامل كما أنشدتني لبعض شعراء الموصل (فديتك ما شبت عن كبرة * وهذي سني وهذا الحساب) (ولكن هجرت فحل المشيب * ولو قد وصلت لعاد الشباب) المتقارب
(٤٦٧)