يتيمة الدهر - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٩
(وكادت تناجينا الديار صبابة * وتبكي كما نبكي عليها المنازل) (فمن واقف في جفنة الدمع واقف * ومن سائل في خده الدمع سائل) (تأس بيأس أو تعز بسلوة * فمالك في أطلال عزة طائل) (ألم تر أيام الربيع تبسمت * أجارع من أنوارها وخمائل) (كأن غصون النرجس الغض بينها * نشاوى كرى أعناقهن موائل) (كأن شقيق الأبرين كواعب * عليهن من صبغ الجساد غلائل) (وقد حملت سوسانها في حجورها * رواضع إلا أنهن حوامل) (وضمر خيل الضيمران كأنها * مرازب فوق الهام منها أكالل) (ونور قضبان الخلاف فأبرزت * أصابع لم تخلق لهن أنامل) (تخال أزاهير الرياض خلالها * مصابيح ليل ما لهن فتائل) (وقد شربت ماء الغمامة فانثنت * كما يتثنى الشارب المتمايل) (فمن أقحوان ثغره متبسم * وورد على أكنافه الطل جائل) (وقد ماج وادي الزندروز بفيضه * كما ماج للريح النقا المتهايل) (كأن نعاج الرمل في جنباته * يناطح بعض بعضها ويقاتل) (كأن هدير الموج فوق متونه * هدير قروم هاجهن الشوائل) (سرى بين أحشاء السرى فتشابهت * أحياته تسري بها أم جداول) (إذا ماج فوق الأرض أو هاج خلته * خيولك في الهيجا وهن صواهل) (أيا ملكا فاق الملوك وبذهم * فراح سنانا والملوك عوامل)
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»
الفهرست