(إذا نسبوني كنت من آل رستم * ولكن شعري من لؤي بن غالب) الطويل ومن نظر في شعره المستوفي أقسام الحسن والبراعة المستكمل فصاحة البداوة وحلاوة الحضارة أقبلت عليه الملح تتزاحم والفقر تتراكم والدرر تتناثر والغرر تتكاثر (كلم هي الأمثال بين الناس إلا * أنها أضحت بلا أمثال) الكامل وكان الصاحب يقول مرة هو أشعر أهل عصره وتارة هو أشعر أهل عصره ويقدمه على أكثر ندمائه وصنائعه وينظمه في عقد المختصين به وفيه يقول مداعبا (أبو سعيد فتى ظريف * يبذل في الظرف فوق وسعه) (ينيك بالشعر كل ظبي * فأيره في عيال طبعه) مخلع البسيط وكان يسد ثلمة حاله ويدره حلوبة ماله ويسوغه خراج ضياعه ولا يخليه من مواد إنعامه وإفضاله وبلغني أن أبا سعيد لما أسفر له صبح المشيب وعلته أبهة الكبر أقل من قول الشعر إما لترفع نفسه وإما لتراجع طبعه فقرأت فصلا للصاحب أظنه إلى أبي العباس الضبي في ذكره واستزادة شعره وهذه نسخته كان يعد في جمع أصدقائنا بإصبهان رجل ليس بشديد الإعتدال في خلقه ولا ببارع الجمال في وجهه بل كان يروع بمحاسن شعره وسلامة وده أما الشعر فقد غاض حتى غاظ وأما الود ففاض أو فاظ فإن تذكره مولاي بوصفه وإلا فليسأل عن خاله وعمه أما العمومة ففي آل رستم وثم الذروة والغارب
(٣٥٦)