وأما أبواب المدينة المعروفة فولاتها أو حكامها ومن يحرسها ويحفظها وأما دورها فأهلها من الرؤساء وكبراء محلتها وكل درب دال على من يجاوره ومن يحتاج إليه أهل تلك المحلة في مهماتهم وأمورهم ويرد عنهم حوادثهم بجاهه وسلطانه أو بعلمه وماله، وقال بعضهم المدينة رجل عالم إن رأيتها من بعيد وقيل المدينة دين والخروج من المدينة خوف لقوله تعالى - فخرج منها خائفا يترقب - ودخول المدينة صلح فيما بينه وبين الناس يدعونه إلى حق، قال الله تعالى - ادخلوا في السلم كافة - وهو المدينة فان رأى أن مدينة عتيقة قد خربت قديما وانهدمت دورها فجاء قوم فحفروا أساس دورها وبنوها أحكم مما كانت قديما فإنه يظهر أو يولد هناك عالم أو إمام يحدث هناك ورعا ونسكا ومن رأى أنه دخل بلدا فرأى مدينة خربة لا حيطان لها ولا بنيان ولا آثار فإنه إن كان في ذلك اليوم علماء ماتوا وذهبوا ودرسوا ولم يبق منهم ولا من ذريتهم أحد فان رأى أنه يعمر فإنه يولد من نسل العلماء الباقين ولد يظهر فيه سيرة أولئك العلماء ومن رأى مدينة أو بلدا خاليين من السلطان فان سعر الطعام يغلو هناك فان رأى مدينة أو بلدا مخصبة حسنة الزرع فذلك خير حال أهلها،
(٧٤)