وديعة رد ذلك إلى أهله وزال جميعه من يده واحتاج من بعده وإن كان مريضا نقصت يده من مكاسب الدنيا وتعرى من ماله ولحق بالتراب وضرب الأرض بالتراب دال على المضاربة بالمكاسبة وضربها بسير أو عصا يدل على سفر بخير. وقال بعضهم: المشي في التراب التماس مال فان جمعه أو أكله فإنه يجمع مالا ويجرى على يديه مال وإن كانت الأرض لغيره فالمال لغيره فان حمل شيئا من التراب أصاب منفعة بقدر ما حمل فان كنس بيته وجمع منه ترابا فإنه يحتال حتى يأخذ من امرأته مالا فان جمعه من حانوته جمع مالا من معيشته ومن رأى أنه يستف التراب فهو مال يصيبه لأنه التراب مال ودراهم فان رأى أنه كنس تراب سقف بيته وأخرجه فهو ذهاب مال امرأته فان مطرت السماء ترابا فهو صالح ما لم يكن غالبا ومن انهدمت داره وأصابه من ترابها وغبارها أصاب مالا من ميراث فان وضع ترابا على رأسه أصاب مالا من تشنيع ووهن ومن رأى كأن إنسانا يحثى التراب في عينه فان الحاثي ينفق مالا على المحثى ليلبس عليه أمرا وينال منه مقصوده فان رأى كأن السماء أمطرت ترابا كثيرا فهو عذاب ومن كنس دكانه وأخرج التراب ومعه قماش فإنه يتحول من مكان إلى مكان.
(٧٠)