وربما دلت على الأديان والمذاهب لان الله تعالى شبه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة وهي النخلة وقد أولها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرجل المسلم، وأول الشجرة التي أمسكها في المنام بالصلاة التي أمسكها على أمته. قال المفسرون إذا دلت الشجرة على عمل صاحبها وعلى دينه ونفسه دل ورقها على خلقه وجماله وملبسه وشعبها على نسبه وإخوانه واعتقاداته ويدل قلبها على سرائره وما يخفيه من أعماله ويدل قشرها على ظاهره وجلده وكل ما تزين به من أعماله ويدل ماؤها على إيمانه وورعه وملكه وحياته لكل انسان على قدره وربما رتبوها على خلاف هذا الترتيب وقد ذكرته في البحور فمن رأى نفسه فوق شجرة أو ملكها في المنام أو رؤى ذلك له نظرت في حاله وفى حال شجرته فإن كان ميتا في دار الحق نظرت إلى صفة الشجرة فان كانت الشجرة كبيرة جميلة حسنة فالميت في الجنة ولعلها شجرة طوبى فطوبى له وحسن مآب وإن كانت شجرة قبيحة ذات شوك وسواد ونتن فإنه في العذاب ولعلها شجرة الزقوم قد صار إليها لكفره أو لفساد طعمته فان رأى ذلك لمريض انتقل إلى أحد الامرين على قدره وقدر شجرته وإن كان حيا مفيقا نظرت إلى حاله فإن كان رجلا طالب نكاح أو امرأة لزوج نال أحدهما زوجا
(٢٠٣)