كأني عمدت إلى أصل زيتون فعصرته وشربت ماءه فقال له ابن سيرين اتق الله فان رؤياك تدل على أن امرأتك أختك من الرضاعة ففتش عن الامر فكان كما قال، ومن رأى شجرة مجهولة الجوهر في دار فان نارا تجتمع هناك أو يكون هناك بيت نار لقوله تعالى - جعل لكم من الشجر الأخضر نارا - وربما كانت الشجرة في الدار أو في السوق مشاجرة بين قوم إذا كانت الشجرة مجهولة لقوله تعالى - يحكموك فيما شجر بينهم - وأما الشجر العظام التي لا ثمر لها مثل السرو والدلب فرجال صلاب ضخام لا خير عندهم وما كان من الأشجار طيب الربح فان الثناء على الرجل الذي تنسب إليه تلك الشجرة مثل ريح تلك الشجرة وكل شجرة لها ثمر فان الرجل الذي ينسب إليها مخصب بقدر ثمرها في الثمار في تعجيل إدراكها ومنافعها والشجرة التي لها شوك رجل صعب المرام عسر ومن أخذ ماء من شجرة فإنه يستفيد مالا من رجل ينسب إلى نوع تلك الشجرة ومن رأى أنه يغرس في بستانه أشجارا فإنه يولد له أولاد ذكور أعمارهم في طولها وقصرها كعمر تلك الأشجار فان رأى أشجارا نابتة وخلالها رياحين نابتة فإنهم رجال يدخلون ذلك الموضع للبكاء والهم والمصيبة.
(٢٠٧)