أقواما وتفقر آخرين ورياحه أرزاقها وإقبالها وحوادثها وطوارقها وإسقامها وسمكه رزقها وحيوانه ودوابه آفاتها وطوارقها وملوكها ولصوصها وموجه همومها وفتنها وربما دل البحر على الفتنة الهائجة المضطربة الفائضة وسفنه عصمة الله تعالى لمن عصم فيها وأمواجه ترادفها وسمكه أهلها الخاطئون فيها الذين لا يرحم صغيرهم كبيرهم بل يأكله ويستأكله ويهلكه إن قدر عليه ودوابه رؤساؤها وقاداتها وأهل البأس والشر فيها وربما دل على جهنم وسفنه كالصراط المنصوب عليها فناج ومخدوش ومكدوس وغريق في النار وأمواجه زفيرها فمن رأى نفسه في بحر أو رؤى له ذلك فإن كان ميتا فهو في النار لقوله تعالى - أغرقوا فأدخلوا نارا - فكيف بالميت إن كان غريقا وإن كان مريضا اشتدت به علته وعظم بحرانه فان غرق فيه مات من علته وإن لم يكن مريضا داخل سلطانا إن كان ذلك في الصيف وفى هدوء البحر أو يسبح في العلم ويخالط العلماء أو يتسع في الأموال والتجارة على قدر سبحه في البحر واقتداره على الماء فان غرق في حاله ولم يمت في غرقه ولا أصابه وجل ولا غم تبحر فيما هو فيه ومنه قولهم غرق فلان في الدنيا وغرق في النعيم والعلم
(١٦٧)