ومع السلطان فان مات في غرقه فسد دينه وساء قصده في مطلوبه لاجتماع الموت والغرق وأما إن دخله أو سبح فيه في الشتاء والبرد أو في حين ارتجاجه نزل به بلاء من السلطان إما سجن أو عذاب ويناله مرض واستسقاء ورياح ضارة أو يحصل في فتنة مهلكة فان غرق في حينه قتل في محلته أو فسد دينه في فتنة ومن أخذ من مائه فشربه أو اقتناه جمع مالا من سلطان مثله أو كسب من الدنيا نحوه، ومن دخل البحر فأصابه من قعره وحل أو طين أصابه هم من الملك الأعظم أو من سلطان ذلك المكان ومن قطع بحرا أو نهرا إلى الجانب الآخر قطع هما وهولا أو خوفا وسلم منه.
وقال بعضهم: من رأى البحر أصاب شيئا كان يرجوه ومن رأى أنه خاض البحر فإنه يدخل في عمل الملك ويكون منه على غرر فان شرب ماءه كله فان يملك الدنيا ويطول عمره أو يصيب مثل مال الملك أو مثل سلطانه أو يكون نظيره في ملكه فان شربه حتى روى منه فإنه ينال من الملك مالا يتمول به مع طول حياته وقوته فان استقى منه فإنه يلتمس من الملك عملا ويناله بقدر ما استقى منه فان صبه في إناء فإنه يجنى مالا كثيرا من ملك أو يعطيه الله تعالى دولة يجمع فيها مالا والدولة