وإن بنى حماما فسد دينه بسبب امرأة وإن حفر في مكانه حفرا أثم من مكر مكره أو من أجل جماعة فرقها عن العلم والخير والعمل أو من أجل حاكم عزله أو رجل صالح قتله أو مكان فيه من عطله أو نكاح معقود أفسده وأبطله وإن رأى نفسه مجردا من الثياب في مسجد تجرد فيما يليق به من دلائل المسجد فإن كان ذلك في أيام الحج فإنه يحج إن شاء الله سيما إن كان يؤذن فيه وإن كان مذنبا خرج مما هو فيه إلى التوبة والطاعة وإن كان يصلى فيه على غير حاله إلى غير القبلة بادي السوأة فإنه يتجرد إلى طلب الدنيا في سوق من الأسواق وموسم من المواسم فيحرم فيه ما أمله أو يخسر في كل ما قد اشتراه وباعه لفساد صلاته وخسارة تعبه وقد يدل ذلك على فساد ما يدخل عليه في غفلته من الحرام والربا إن لاق ذلك به وأما المسجد الحرام فيدل على الحج لمن تجرد فيه أو أذن وإن لم يكن ذلك في أيام الحج بجوهره في ذلك ودليله لان الكعبة التي إليها الحج فيه وقد يدل على دار السلطان المحرمة ممن أرادها التي يأمن من دخلها وعلى دار العالم وعلى جامع المدينة وعلى السوق العظيم الشأن الكبير الحرام كسوق الصرف والصاغة لكثرة ما يجب فيهما من التحرى
(١٣٠)