من الأسباب بشرته بالنجاة أو بالقيام إلى الدنيا المشبهة بالمزبلة وإن رأى ذلك فقير استغنى بعد فقره وكسب أموالا بعد حاجته وإن كان له من يرجو ميراثه ورثه لان الزبل من جمع غيره ومن غير كسبه والمزبلة مثل مال مجموع من ههنا ومن ههنا بلا ورع ولا تحر لكثرة ما فيها من التخليط والأوساخ والقاذورات وإن كان أعزب تزوج وكان الأزبال شوارها وقشها المقشش من كل ناحية والمشترى من كل مكان والمستعار من كل دار فان لم يكن ذلك فالمزبلة دكانه وحانوته ولا يبعد أن يكون صرافا أو خمارا أو سقاطا أو من يعامل الخدم والمهنة كالفران وإن كان يليق به القضاء والملك والجباية والقبض من الناس ولى ذلك وكانت الأموال تجئ إليه والفوائد تهدى إليه والمغارم والمواريث لان الزبل لا يؤتى به إلى المزبلة إلا من بعد الكنس والكنس دال على الغرم وعلى الهلاك والموت وربما كانت المزبلة للملك بيت ماله وللقاضي دار أمينه وصاحب ودائعه، وأما من يقرأ فوق مزبلة فإن كان واليا عزل وإن مريضا مات وإن كان فقيرا تزهد وافتقر الطرق الجادة: الطريق هو الصراط المستقيم والصراط هو الدين والاستقامة فمن يسلك فيه
(١١٨)