العلم وسوق الصرف أشبه شئ بدار الحاكم لما فيها من تصاريف الكلام والوزن والميزان فمن رأى نفسه في سوق مجهولة قد فاتته فيها صفقة أو ربح في سلعة فإن كان في اليقظة في جهاد فاتته الشهادة وولى مدبرا وإن كان في حج فاته أو فسد عليه وإن كان طالبا للعلم تعطل عنه أو فاته فيه موعد وطلبه لغير الله وإن لم يكن في شئ من ذلك فاتته صلاة الجماعة في المسجد، وأما من يسرق في سوقه في بيعه وشرائه فإن كان مجاهدا غل وإن كان حاجا محرما اصطاد أو جامع أو تمتع وإن كان عالما ظلم في مناظرته أو خان في فتاويه وإلا راءى بصلاته أو سبق إمامه فيها بركوعه أو سجوده أو لم يتم هو ذلك في صلاة نفسه لان ذلك أسوأ السرقة كما في الخبر، وأما السوق المعروفة فمن رآها عامرة بالناس أو رأى حريقا وقع فيها أو ساقية صافية تجرى في وسطها أو كان التبن محشوا في حوانيتها أو ريحا طيبة تهب من خلالها درت معيشة أهلها وأتتهم أرباح وجاءهم نفاق وإن رأى أهل السوق في نعاس أو الحوانيت مغلقة أو كأن العنكبوت قد نسج عليها أو على ما يباع كان فيها كساد أو نزلت بأهلها عطلة وإن رأى سوقا انتقلت انتقلت حالة المنتقل إلى جوهر ما انتقلت إليه كسوق البز ترى
(١١٣)